بحث طبي تجميد البويضات - تجميد البويضات - تقنية تجميد البويضات
لم تخف "ريما " 33 عاما مخاوفها من سنوات العمر التي تمر بها دون ان تدخل القفص الذهبي كما يطلقون عليه فالزواج بالنسبة لها ليس هدفا اساسيا في حياتها وهي الموظفة في احدى البنوك.
لكن فكرة انجاب طفل والمرور بتجربة الامومة هي مصدر قلقها الدائم في الوقت الذي لا تعلم ريما وغيرها من الفتيات اللواتي بدان في عمر الثلاثنيات متى يمكن ان يتزوجن فان الخوف من عدم القدرة على الانجاب كلما اقتربن من عمر الاربعين يزيد من قلقهن خاصة وان اطباء النسائية والتوليد يحذرون من صعوبة الحمل بعد عمر الخامسة و الثلاثون للمرأة وتراجع فرص الانجاب لديها بشكل واضح.
هذه التاكيدات الطبية ليست بالضرورة ان تنطبق على جميع النساء الا انها حقائق واقعية يعتمد عليها الاطباء الذين يفضلون ان تنجب المراة اطفالها قبل هذا العمر خاصة مع احتمالية زيادة المشاكل المترافقة مع الحمل في مثل هذه الاعمار.
مخاوف كثير من النساء اللواتي لم يتزوجن بعد حيال الانجاب هي مخاوف تمكن الطب التعامل معها مؤخرا من خلال تقنية يطلق عليها "تجميد البويضات" لدى النساء في العمر المناسب لتتمكن المراة من استخدام هذة البويضات في اي سن تريد بهدف الحمل و الانجاب ولو بعمر متاخر كسن الاربعين او الخمسين.
الدكتورة وفاء عبد الله محسن اخصائية النسائية و التوليد وعلاج العقم اشارت الي انه بتقدم العلم فقد اصبح بالإمكان أن نعمل على تجميد البويضات بتكلفة مقبولة في حالات عديدة كاصابة المراة بالسرطان وتناولها للادوية الكيمائية او الاشعة التي تؤثر على قدرتها الانجابية.
واضافت ان تقنية تجميد البويضات تستخدم في مثل هذه الحالات حيث يمكن الإستفادة من هذه البويضات وتخصيبها بالحيوانات المنوية للحصول على الأجنة وإرجاعها الى الرحم الذي لا يتضرر من الأدوية الكيماوية وإنجاب طفل سليم معافى بأذن الله
واشارت محسن ان هذه التقنية من احدث التقنيات المستخدمة الآن في حقل الخصوبة والمساعدة على الإنجاب، ونحن نستخدمه الآن للسيدات اللواتي سيتعرضن لعلاج كيمائي أو علاج بالأشعة.
وبينت محسن ان هذه التقنية تستخدم ايضا للنساء اللواتي لم يتزوجن بعد وتخشى إذا تأخر عمر الزواج أن تفقد قدرتها على الحمل والإنجاب ولذلك فنحن نقوم الآن تجميد البويضات لحين الحاجة إليها.
واكدت محسن اهمية هذه التقنية التي تكون غائبة عن اذهان الكثيرات من النساء اللواتي لا يعلمن متى يمكنهن الزواج وفي حال تأخرهن بالزواج فان فرص الانجاب تقل بشكل ملحوظ.
وتؤكد مصادر طبية مختصة بامراض النسائية بان هناك نساء يتزوجن في اعمار متاخرة ويبدأن رحلتهن في العلاج منذ بداية الزواج لان المراة تكون قد قلت خصوبتها بشكل ملحوظ مما يؤثر على الحمل.
واشارت المصادر الى ان التاخر بالزواج له سلبيات كثيرة خاصة بالنسبة للنساء اضافة الى مشاكل قد ترافق الحمل مؤكدين ان تقنية تجميد البويضات تعتبر الملاذ الحقيقي والامن لكثير من النساء سواء على صعيد التاخر بالزواج او في حالات اصابتهن بامراض قد تعيق الانجاب كالاصابة بالسرطان او امراض اخرى لها تاثير على الانجاب.
ويبقى تقدم العلم في هذا المجال وان كان غائبا على اذهان الكثير من النساء اللواتي يتاخرن بالزواج او اللواتي اصبن بامراض ويخشين من فقدان قدرتهن على الانجاب يبقى يشكل املا حقيقيا لهن بالقدرة على الانجاب وتحقيق حلم الامومة الذي يراود كل امرأة قد لا تستطيع تحقيقه في وقتها الحاضر الا ان ضمان الحلول وابقاءها قائمة هو احدى الفرص المتاحة امام النساء في اعمار معينة قد تتلاشى كلما تقدم العمر بها دون ان تعمل على استغلالها بالشكل الصحيح