المقدمة
إن عملية الاتصال عملية مهارية تعتمد على المهارات الفردية والعلاقات الاجتماعية، ولذا فلا بد أن تتوفر في المرشد العديد من المهارات لكي تنجح عملية الاتصال وتصل الرسالة إلى مكانها المناسب. تعريف التواصل :
هو نشاط إنساني يؤدي إلى التواصل بين البشر، الغرض منه تبادل المعلومات، وهو نشاط ذو طبيعة خاصة؛ لأنه متواصل غير منقطع، لا يمكن إعادته، كما لا يمكن محوه أو عكسه، والاتصال حتى يكون ناجحًا لا بد من ركنين أساسين: (إقامة علاقات قوية مع الآخرين والتوافق معهم، نقل المعلومات والأفكار إلى الآخرين والتأثير فيهم بما تريد ).
عناصر التواصل الرئيسية :
المرسل
المستقبل
الرسالة
أولاً :المرسل "المرشد" :
هو الشخص الذي يحمل معلومات أو رسالة معينة يريد إن يوصلها إلى الآخرين ، ويختار أفضل السبل لنقل هذه الرسالة حتى تكون مؤثرة أكثر ..
ثانيا :المستقبل "المسترشد" :
هو الشخص الذي يستقبل هذه الرسالة ، والمقصود به الشخص المراد وصول الرسالة إليه ويلعب دورا كبيرا في تحديد صفات وخصائص الرسالة حتى يمكن وضع الرسالة المناسبة التي تؤدي إلى إحداث التأثير المطلوب..
ثالثا :الرسالة "العملية الإرشادية" :-
تخضع الرسالة لاختيار عدد من المتطلبات لتشكل قواعد فنية ودلالية ونفسية لكي يصبح لهذه الرسالة أقصي قدر من الفاعلية والتأثير إذا ما صادفت ظروفا ملائمة عند المستقبل وفى الموقف الاتصالي بصفة عامة .
الصفات التي يجب ان تتوافر فى المرشد حتى يكون الاتصال ناجحاً :
وكلما تحققت هذه الصفات في المرشد بصورة أكبر كلما كنت أنجح في الاتصال مع الآخرين، وفي نجاح العملية الإرشادية ، وهذه الصفات هي:
الصفة الأولى: الصدق والأمانة :-
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ملقباً في قومه بالصادق الأمين ، والصفة الأساسية التي تصف بها أي نبي ورسول هي الصدق والأمانة،إن الصدق والأمانة بمثابة الأساس الذي سنؤسس عليه عملية الاتصال مع الآخرين بأكملها .
الصفة الثانية: العدل:-
المرشد العادل هو: الذي يدرك أن احتياجاته وحقوقه وأرائه ومشاعره ليست أقل أو أكثر أهمية من تلك التي تخص الآخرين "المسترشدين"، وأنها تتساوى معه في الأهمية .
الصفة الثالثة: الرحمة:-
الرحمة هي بلسم العلاقات مع المسترشدين، وروح الاتصال الصحيح وبدونها تصبح الحياة جافة جدًا وتفقد قيمتها ولا يصبح للاتصال معنى ولا روح ، وهي أساس مهم جدًا في اتصالاتك وعلاقاتك، والرحمة أن تشعر بالآخرين وتحب الخير لهم وتقدر مشاعرهم وترى أحوالهم وظروفهم وبالرحمة يلتف الناس حولك ويحبونك ولا يملون من الجلوس معك والحديث إليك.
الصفة الرابعة: التواضع:
إن تواضع المرشد أساس هام جدًا في اتصاله مع المسترشدين فالمرشد المتكبر مهما تعلم من فنون الاتصال والتعامل مع الآخرين لن يصل إلى اتصال ناجح حقيقي، وذلك لأن تكبره سيظل حاجزًا منيعاً بينه وبين الناس،و إن الكبر بمثابة الجدار العازل يعزل صاحبه عن الاتصال بالعالم الخارجي.
الصفة الخامسة: الحلم والأناة والرفق:
المرشد يحتاج إلى هذه الصفة كثيرًا في اتصاله مع المسترشدين فإنه من المعلوم بالضرورة أن الكمال لله وحده عز وجل وأن النقص من طبيعة البشر لذا ينبغي أن نتوقع الخطأ والزلل من الآخرين، فعليك أن تكون حكيمًا مع الناس كاظماً لغيظك رفيقًا بهم مقدرًا طبيعة النقص في تكوينهم.
الصفة السادسة: قبول الآخرين على ما هم عليه الآن :-
المرشد يجب أن يتقبل المسترشدين بكل ما هم فيه الآن بسلوكهم وصفاتهم وأخلاقهم وأفكارهم ومشاعرهم، ويتقبل ذلك لأن هذا هو الواقع ، ونحن لا نعني بالتقبل أنك توافق على كل أفكارهم أو اعتقاداتهم أو مشاعرهم .
أهمية معرفة أنماط الناس الأساسية "مبادئ الاتصال الأساسية":
من المهم للمرشد الناجح "فهم أنماط الناس" من جهة استقبالهم للمعلومات والتعبير عن آرائهم، فمن هذه الجهة يُقسّم الناس إلى ثلاثة أقسام:
1ـ البصري:
هذا الشخص يرى العالم حوله من خلال الصور والرؤية بالعين حتى أنه عند الحديث عن المعاني المجردة يحولها إلى صور مشاهدة فهو يركز أغلب انتباهه على صور وألوان التجربة، وعندما يصف حادثة معينة يصفها من خلال الصور، وتجد عباراته يكثر فيها: أرى ـ أنظر ـ يظهر ـ مشهد ـ وضوح ـ لمعان ـ ملاحظة ـ مراقبة ـ منظر ـ ألوان ـ ظلام ـ ظلال ـ شروق.
2ـ السمعي:
هذا الشخص الحاسة الغالبة عليه في استقبال المعلومات وفي رؤية العالم من حوله هو السمع، هذا الشخص يحب الاستماع كثيرًا وله مقدرة فائقة على الاستماع دون مقاطعة ويهتم كثيرًا باختيار الألفاظ والعبارات وتجد كلامه بطيئًا، ويركز على نبرات صوته عند الكلام كما أنه يميل للمعاني التجريدية النظرية كثيرًا.
وتجد عباراته يكثر فيها: اسمع ـ انصت ـ إصغاء ـ صوت ـ رنين ـ لهجة ـ ازعاج ـ صياح ـ همس ـ ثرثرة. والشخص السمعي يتأنى في اتخاذ القرار ويجمع أكبر قدر من المعلومات قبل اتخاذه ويقلل إلى أدنى درجة مستوى المخاطرة .
3ـ الحسي:
هذا الشخص يركّز اهتمامه الرئيسي على الشعور والأحاسيس، وإذا حكى لك عن تجربة معينة سيحكيها لك من خلال ما شعر به وما أحس به، ولذلك فإن قراراته مبنية على المشاعر والعواطف المستنبطة من التجربة.
هذا الشخص تجد كلامه أكثر بطئًا من سابقيه ويستشعر ثقل المسؤولية أكثر من غيره ولذلك ينفعل للمبادئ ويندفع للعمل لها وتجد عباراته يكثر فيها:
شعور ـ إحساس ـ لمس ـ إمساك ـ حار ـ بارد ـ ضغط ـ شدة ـ ألم ـ حزن ـ سرورـ ضيق ، وهكذا إذا فهمت شخصية الآخر، وحددت نمط إدراكه،فإن هذا سيساعدك كثيرًا في تحقيق التآلف معه.
أساليب عملية في فن الاتصال والتعامل مع الآخرين:
القاعدة الأولى: قدّر الشخص:التقدير حاجة فطرية يبحث عنها البشر ، وكل البشر يرغبون في أن يكونوا شيئًا مذكورًا،إن الناس يبحثون عمن يقدرهم في هذه الحياة وإذا وجدوه تمسكوا به وأحبوه حبًا شديدًا ،وإلى جانب ذلك فإن التقدير يعطي الشخص دفعة إيجابية قوية جدًا إلى الأمام ، ويبني في الشخص الثقة بالنفس والشعور بالنجاح.
القاعدة الثانية: اظهر اهتمامًا حقيقيا بالشخص: على قدر اهتمامك بالناس على قدر ما يهتم بك الناس، فالناس تبحث عمن يهتم بهم ويتفقد أحوالهم ويسأل عليهم لاسيما في هذا الزمان الذي انشغل فيه كل امرئ بنفسه.
القاعدة الثالثة : إظهار الحب ..
القاعدة الرابعة : حدّث الآخرين بمجال اهتمامهم :-فالفرد يميل إلى من يحاوره و يحدثه في الميدان الذي يتخصص فيه و يميل إليه .
القاعدة الخامسة : أحسن لمن تتعامل معهم تأسر عواطفهم :- كما قال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسان إحسانا
القاعدة السادسة: استخدم أسلوب المدح :- امدح الآخرين إذا أحسنوا فللمدح أثره في النفس ولكن لا تبالغ .
القاعدة السابعة : تجنب تصيد عيوب المسترشدين..
القاعدة الثامنة : تواضع فالناس تنفر ممن يستعلي عليهم..القاعدة التاسعة : تعلم فن الإنصات فالناس تحب من يصغي لها ..
القاعدة العاشرة : وسع دائرة معارفك واكسب في كل يوم صديقا..
القاعدة الحادية عشر : السعي لتنويع الاهتمامات ..
القاعدة الثانية عشر : للناس أفراح و أتراح فشاركهم وجدانيا و للمشاركة في المناسبات المختلفة مكانتها في نفوس الناس ولا شك أن ذلك بقدر محدود ..
القاعدة الثالثة عشر : "الوضوح": حاول أن تكون واضحاً في تعاملك مع المسترشدين ..
وابتعد عن التلون والظهور بأكثر من وجه .. فهما بلغ نجاحك فسيأتي عليك يوم وتتكشف أقنعتك، وتصبح حينئذٍ كمن يبني بيتاً يعلم أنه سيهدم .
القاعدة الرابعة عشر : حافظ على مواعيدك مع المسترشدين واحترمها،فاحترامك لها معهم.. سيكون من احترامك لهم.. وبالتالي سيبادلونك الاحترام ذاته. القاعدة الخامسة عشر : ابتعد عن التكلف بالكلام والتصرفات ،وتصرف على طبيعتك وباتزان .
القاعدة السادسة عشر : حاول أن تقلل من المزاح، فهو ليس مقبولاً عند كل المسترشدين.. وقد يكون مزاحك ثقيلاً ، وعليك اختيار الوقت المناسب لذلك. القاعدة السابعة عشرة: حاول أن تنتقي كلماتك، فكل مصطلح تجد له الكثير من المرادفات فاختر أجملها.. كما عليك أن تختار موضوعاً محبباً للحديث.. وأن تبتعد عما ينفر المسترشدين من المواضيع.. فحديثك دليل شخصيتك .
مهارات المرشد في الاتصال والتواصل مع المسترشدين :
ينبغي أن تتوفر المهارات التالية في المرشد منها :
(1) مهارة التحدث :
التحدث يعتمد على اللباقة والدبلوماسية لكي يؤدي الغرض منه فعندما يتحدث المرشد مع المسترشدين ينبغي أن يكون قادراً على التحكم في الألفاظ واختيار الكلمات بعناية بحيث يستطيع أن يؤثر في الآخرين.
(2) مهارة الكتابة :
عند كتابة أي رسالة موجهة للمسترشدين ينبغي مراعاة ما يلي :
1 ] تجنب الأخطاء اللغوية عند الكتابة .
2 ] أن تكون الكتابة موضوعية وبلغة سهلة ومبسطة ومفهومه والابتعاد بقدر الإمكان عن الكلمات الصعبة أو غير الشائعة .
(3) مهارة القراءة :
ينبغي على المرشد أن يقرأ ويفهم ما يقرأه بالسرعة المناسبة وينبغي أن يتدرب على الأسلوب السليم للقراءة وأن يركّز على ما يقرأ ويفهم ما يقرأه.
(4) مهارة الإنصات:
تعتبر مهارة الإنصات ضرورية للمرشد والمسترشد أيضاً فعملية الاتصال تعتمد على الإنصات من جانب المتسرشد وعندما يبدي وجهة نظره للمرشد يجب أن يكون منصتاً أيضاً باهتمام.
(5) مهارة التفكير:
تعتبر مهارة التفكير ملازمة لأي عملية اتصال وضرورية لكل من المرشد والمسترشد ، فإذ أردت أن تؤثر وتقنع المسترشدين فعليك بحسن التفكير.