مقدمة :
ظهرت في الآونة الأخيرة ما سمي بمواقع الشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت وهي ناتج طبيعي نشأ لاحتياج الأشخاص والافراد إلى وجود علاقات إنسانية فيما بينهم وفتح مجال للحوار التفاعلي بشكل متطوروبشكل واسع وأعادة العلاقات بين الأف ا رد وبعضهم سواء كانوا زملاء مدرسة أو جامعة أو لهم صلة ما ببعض .
وهذه الشبكات ظهرت تقريبا منذ عام 2224 قبل انطلاق تطبيقات الويب 2 ولكنها نسبت في تقنيتها إلى شبكة الويب 2 لما لها من نفس الإمكانيات والتطبيقات حيث استخدمت نفس البرمجيات المتطورة ونفس المعدات الحديثة، ونشأت الشبكات الاجتماعية لسد فراغ اجتماعي صاحب استخدام الإنسان للحاسب الآلي في جميعأنشطته وتأثير استخدام هذا الحاسب على الحياة الاجتماعية.
وتعد الشبكات الاجتماعية من أكثر المواقع التي يستخدمها الإنسان في الآونة الأخيرة لما لها من مميزات وانتشار وتفاعل وتستخدم للتعبير الحر عن مايراه الإنسان وتشجعه على رصد أفكاره بصفة مستمرة واشتراكه مع الآخرين في نفس الأفكار أو تشجيع فكر معين أو رأي معين أو تقديم مجال اهتمام واحد.
وبما أن هذه الشبكات فرضت نفسها بشكل فعال على مستخدمين شبكة الانترنت ودائما ما تشعر من الدعوات التي تستقبلها يوميا من هذه المواقع بأنك محاصر من جميع الأشخاص سواء من تعرفهم أو يرسلون لك دعوة للتعرف عليهم أو من يقترح عليك من الموقع أن يكونوا ضمن مجال اهتمامك وغيرها، وهناك تقريرا عالميا حصر أن أعلى نسبة استخدام من جانب المهتمين بتطبيقات الويب 2 لهذه الشبكات الاجتماعية.
الشبكات الاجتماعية ؟
الشبكات التفاعلية هي برمجيات، تسمح للناس بالتفاعل حول فكرة أو موضوع أو هدف معين، تستطيع أي مدرسة مثلا أن تنشأ مدونة خاصة لها، وتتيح لطلابها إمكانية الكتابة فيها عن شؤونهم الد ا رسية أو المدرسية.
وفي تعريف آخر:
يمكننا أن نقول إن الشبكات الاجتماعية مجموعة من الأفراد، غالبا يطلق عليهم اسم أصدقاء مرتبطين معا بطريقة ما.
تستخدم الشبكات الاجتماعية تقنيات الويب 2 لتصل هؤلاء الأفراد معا، بطريقة فعالة ذات معنى.
إن استخدام تقنيات الشبكات الاجتماعية، مدمجة بتقنيات الويب 2، يخلق تعليما فاعلا، خاصة إذا تم استخدامها بطريقة صحيحة وفاعلة.
لماذا يجب على المؤسسات التعليمية أن تستخدم الشبكات الاجتماعية ؟
على المؤسسات التعليمية أن تعكس عالمنا الذي نعيش فيه، وهو عالم يتسم بتفاعلات اجتماعية متعددة المستويات، ولهذا فإن من واجب المؤسسة التعليمية أن تشجع طلابها في الانخراط في هذه الأنشطة الاجتماعية. علينا أن نعلم طلابنا، ونريهم أي قوة بإمكانهم أن يمتلكوا، إن أحسنوا استخدام الشبكة العنكبوتية، وأن نغير نظرتهم إلى التعليم، كما نغير نظرتهم إلى أنفسهم، وحياتهم الاجتماعية .
إننا وبكل أسف، لا نتناول الفوائد الجمة التي يعود بها التفاعل الاجتماعي التعليمي الالكتروني، لكن من واجبنا أن نبدأ بتغيير هذا، ونتبنى سياسات تعليمية أكثر انفتاحا .
دور الشبكات الاجتماعية في الدراسات الجامعية :
تدور الكثير من التساؤلات حول أهمية الشبكات الاجتماعية في الد ا رسة الجامعية، وعلى أ رس هذه الشبكات Facebook - MySpace وهذه بعض النقاط التي تستأهل الوقوف عليها :
إن جميع هذه الشبكات ثابتة، بغض النظر عن نوع الحاسوب أو النظام المستخدم لتشغيلها، أو حتىالمتصفح .
من الرائع أن تستخدم أدوات يألفها قسم كبير من الطلاب، ستطيع الطلاب أن يكملوا نقاشهم العلمي الخاصة،في الصف، ما سيثري المادة العلمية.
ولكن في نفس الوقت: قد يتضايق الطلبة من وجودك في صفحتهم الخاصة، ويجدون في هذا تعدي على حريتهم الشخصية.
قد لا يملك بعض الطلبة حسابا في هذه الشبكات، ولكن بإمكانهم أن ينشئوا حسابا مؤقتا
بعض الطلبة لا يستطيعون التميز بين ما هو أكاديمي، وبين ما هو حديث شخصي.
قد تواجهك كأستاذ مشاكل في خصوصية المعلومات المنشورة، أو الحفاظ على حقوق الملكية لها
وهو ما يمكن تلافيه باستخدام أنظمة الخصوصية المتعددة التي تقدمها هذه الشبكات.
دور الشبكات الاجتماعية في التعليم:
إن الشبكات الاجتماعية ليست مجرد م واقع للتعرف على أصدقاء جدد أو التواصل مع الأصدقاء، أو معرفة ما يجري حولنا في العالم، انه أيضا أداة تعليمية مبهرة إذا تم استخدامه بفعالية ومورد مهم للمعلومات، ويمكن للمعلمين استخدامه في غرفة الصف خصوصاً في التعليم الجامعي، من اجل تحسين التواصل، ودمج الطلبة في أنشطة فعالة تختلف عن أساليب التدريس التقليدية، وأيضا بهذا الأسلوب يتعرف الطلاب والشباب على استخدامات أخرى للفيسبوك أكثر فائدة وفاعلية. ويمكن القول أن هناك الكثير من الأفكار التي يمكن أن يستفيد منها المدرس الجامعي في التخصصات المختلفة لزيادة فعالية التدريس، وأيضا لتوجيه أنظار الطلبة من أجل استخدام الفيسبوك في مجالات تعود عليهم بالفائدة.
ومن هذه الأفكار ما يأتي:
متابعة المستجدات في التخصص: حيث يمكن للمدرس أن يكلف طلابه البحث عن المستجدات في مجال المادة العلمية التي يدرسها، وبهذا يحافظ على صلة الطلبة بالمعلومات الجديدة في التخصص.
مراجعة الكتب والأبحاث بشكل تعاوني: بإمكان الطلاب والمدرسين م ا رجعة الأبحاث معا من خلال إرسالها للطلبة في نفس التخصص للإطلاع عليها، وكذلك المدرس، والتزود بتغذية ا رجعة على الفيسبوك.
الألعاب التعليمية: يمكن الاستفادة منها في تحسين مها ا رت الق ا رءة وخصوصا اللغة الانجليزية كلغة ثانية حيث ستزيد هذه الألعاب من مخزون المصطلحات باللغة الانجليزية لدى الطلبة.
استطلاعات الرأي: يستخدمها المدرس كأداة تعليمية فاعلة وأيضا لزيادة التواصل بين طلبة المساق على الفيسبوك.
تعليم اللغة الانجليزية: حيث يكون بإمكان الطلبة أن يتواصلوا مع آخرين ناطقين أصليين باللغةالانجليزية من خلال مجموعات او شبكات.
إيجاد مصادر معلومات خاصة بالطالب: وخصوصا طلبة الصحافة حيث سيكون بإمكانهم التطبيق العملي لتخصصهم،من خلال استخدام تحديثات مركز تغذية الفيسبوك لمتابعة الأخبار العاجلة السياسية والرياضية وأخبار الجامعات.
متابعة الأخبار الجديدة: من خلال متابعة المجموعات للأخبار الجديدة على المواقع العالمية مثل أخبار
الطقس او الكوارث الطبيعية أو الجديد في الطب و العلوم حيث هناك الكثير من المواقع على الشبكة المفيدة لطلبة الطب والهندسة والعلوم.
إنشاء تطبيقات على الفيسبوك: حيث يقوم العديد من الطلبة بعرض تطبيقاتهم العملية عليه مثل العديد من طلبة الجامعات العالمية الذين يشكلون مجموعات على الموقع.
مشاركة التحدي: حيث يمكن للمدرس إش ا رك طلبة في أنشطة تظهر قد ا رتهم ومواهبهم مثلا في إعدادمشاريع تخرج أو الترويج لمؤسستهم التعليمية
استخدام الوسائط المتعددة: يمكن للمعلم استخدام الفيديو أو الوسائط المتعددة وارسالها لطلبته لتسهيل عملية التعلم.
هذه الأفكار السابقة يمكن استخدامها في التدريس الجامعي، ويمكن تطويرها علماً بأن هناك العديد من الأفكار والتطبيقات العملية لاستخدامات شبكات التواصل الاجتماعي في التعليم.
المرجع : حقيبة تدريبية بعنوان " استخدام الشبكات الاجتماعية في التعلم الالكتروني"
جامعة الملك عبدالعزيز - وحدة التدريب والتنمية البشرية