الفلسفة التربوية وأهدافها ومناهجها
رأي في بعض ما يكتب فيها
لم يسهم ما يكتبه بعض الباحثين والخبراء وبعض جهات تربوية في وضع فلسفة تربوية جديدة تناسب المرحلة التأريخية الحساسة التي يمر بها العراق والتي تستدعي منهم أن يشمروا عن ساعد الجهد ليسهموا في درء الصعاب التي يواجهها بلدنا بما يقدمونه من أفكار ورؤى وفلسفات تربوية وما يضعونه من مناهج وما يقترحونه من أساليب وطرق تخدم الأهداف التربوية التي نسعى اليها.
فما كتب بأنه من الفلسفة التربوية ومن المناهج والوسائل والأهداف التي تتصل بها لا يناسب في أهميته وحجمه هذه المواضيع المهمة التي تضمن الدستور العراقي مبادئها العامة وأقر حق التعليم بوصفه جزءاً من حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ولهذا تكفله الدولة في المراحل الدراسية كافة من دون تمييز أو تحيز للجنس أو القومية.
ومن هنا نجد أنفسنا بحاجة الى تلافي الوضع الخطير الذي نحن فيه وتوجيه عملية التربية والتعليم في خلال هذه المرحلة والمراحل اللاحقة الى ما فيه ضمان نجاح المهمة التربوية والتعليمية وانتشال بلدنا مما هو فيه لأننا نؤمن أن ما يعاني منه هو أزمة ثقافة وتربية منحرفة عمل النظام السابق جاهداً على أن يرسخها فأثمرت وعياً منحرفاً يعبر عن الفكر الاستبدادي الذي لا يعترف بالآخر بل يلغيه أو ينهي وجوده ، وكان لا يحارب الوجود الإنساني بما هو وجود مادي فقط بل يحارب الوجود الإنساني بما هو معرفة ووعي فعمد الى اغتيال المعرفة وتزييفها وتوجيهها الى ما يخدم خططه الشريرة ، فهل وضعنا هذا أمامنا ونحن نهيئ لعملية تربوية جديدة ونكتب فلسفة تربوية جديدة باعتبار أن الفلسفة التربوية تراعي فيما تراعي الظروف الآنية والتاريخية التي استدعت وضع ما هو جديد. وهنا نحتاج الى أن نذكر بمعنى الفلسفة التربوية والأمور التي ينبغي لها أن تراعيها وتضعها أمامها لكي يحق لنا أن نتساءل : هل استطاع من كتب في الفلسفة التربوية أن يكتب فلسفة تربوية.
الفلسفة التربوية : تطبيق للنظريات والأفكار الشاملة المتصلة بالحياة في ميدان التربية وتنظيمها في منهج خاص من أجل تحقيق الأهداف التربوية المرغوب فيها. فهي إذن تطبيق لفلسفة ما في ميدان التربية . فالفلسفة التربوية عبارة عن أفكار فلسفية عامة ونظريات ورؤى يصلح تطبيقها على ميادين مختلفة كميدان التربية وغير ذلك ، لذلك يقال الفلسفة التربوية الاسلامية ، الفلسفة التربوية المثالية أو الفلسفة الواقعية أو البراجماتية ، إلخ ،... وإن هذه الأفكار توضع في مناهج وطرق وأساليب لكي تستطيع أن تحقق أهدافها ، فالفلسفة التربوية إذن أفكار ثم مناهج ثم أهداف . وهي تستمد من أفكار ونظريات لفلاسفة ومفكرين تربويين وتتضمن ثروة علمية لا يمكن أن تنكر وينبغي لما يوضع عندنا منها أن يرصن نفسه بإيراد هذه الأفكار والنظريات التربوية والاعتماد عليها. وكان يفترض كذلك بما يوضع الاستعانة بما كتب في الفكر التربوي الإسلامي والعربي وما وجد فيه من جذور نظرية تصلح أساساً لفلسفة تربوية إسلامية عربية لكي تستلهم الفلسفة التربوية أهدافها من ديننا وقيمنا وعاداتنا وتربيتنا الاجتماعية . كما ينبغي أن تراعي ظروف المرحلة التاريخية التي نمر بها وتراعي علاقتنا بدول العالم الأخرى وحاجتنا الى مواكبة التطور الحضاري والعلمي الذي وصلت اليه وما تتطلبه علاقتنا بها من ضرورة إعادة نظر في مناهجنا وأفكارنا التربوية أو عدم ذلك.
إن الذي يجب تأكيده والتركيز عليه من أهمية الانطلاق من فلسفة تربوية جديدة هو مالها من انعكاسات سلوكية مباشرة أو غير مباشرة على مستوى السلوك الفردي والجماعي سواء أكان ذلك في أثناء فترة التأهيل والإعداد أم بعد التخرج والانخراط في ميادين الحياة العملية وكذلك مالها من انعكاسات على الواقع التربوي والتعليمي ، فما تقرره من أفكار ومفاهيم وأحكام وما تدعو إليه من أهداف يوضع أو يضمن في محتوى المقررات الدراسية وفي طبيعة المناهج والطرق والأساليب التربوية . ولأجل مالها من انعكاسات كثيرة فإن على واضعي هذه الفلسفة أن يتساءلوا عند وضعها : هل تستطيع أن تؤدي دورها في تشكيل الوعي المطلوب وهل تخدم أهداف التنمية الإنسانية المنشودة أم تساهم في حالة الضعف والتشتت والانحسار العام وخلق حالة التطرف والعنف . كما أن على واضعي الفلسفة التربوية أن يتساءلوا : ما هو الدور المطلوب منها في مواجهة نفوذ الغرب وضغوط العولمة من أجل تغيير المجتمعات ، وهل تستطيع أن تلبي حاجة المجتمع الى التنمية الإنسانية في مجالاتها كافة . وعليهم في الوقت نفسه تقويم العملية التربوية السابقة فيعيدوا صياغة مناهجها ويعملوا على تطويرها وتعديلها بحيث تواكب فلسفة التربية الجديدة من جهة والعصر الذي نعيش فيه من جهة أخرى ، ففلسفة التربية في كل بلد تبنى في ضوء حاجات المجتمع ومقدرات الأفراد وإمكاناتهم بحيث تلبى تلك الحاجات ضمن تلك الإمكانات .
نحن لا ننكر حجم مهمة وضع فلسفة للتربية والتعليم في بلدنا ولا الصعوبات التي تواجه هذه المهمة فيه ، فبلدنا يشهد حالة من الصراع والاختلاف الفكري لأن آثار سياسة النظام السابق في التربية والثقافة والإعلام ما تزال قائمة ، ولكن الذين أخذوا على عاتقهم وضع فلسفة تربوية جديدة لم يأخذوا بعين الاعتبار المرحلة التي فارقناها وهي مرحلة طويلة كانت خاضعة لفلسفة تربوية تسعى الى خلق أجيال مؤمنة برؤية الحاكم الطاغية الذي أراد أن يكسب أجيال الناشئة والشباب الى أهدافه مدى الحياة ولم ننسَ مقولته الشهيرة ((نكسب الشباب لنضمن المستقبل)) فكانت العملية التربوية بمنزلة عملية غسيل لأدمغة الأجيال الناشئة عن طريق تزييف الحقائق وفرضها . أفلا تتطلب السياسات التربوية المخربة والتي ما تزال تفعل فعلها في الأجيال أن نضعها في حسباننا ونحن نضع فلسفة جديدة ورؤية جديدة وإلا لم نفعل هذا ؟
ثم ألا تتطلب الحال الجديدة التي انتقلنا اليها وما نشهده من حالة احتراب وعنف وما نتعرض له من ضغوط فكرية من قوى خارجية – أن نأخذها كذلك بعين الاعتبار وأن نعد لها عدتها الفكرية التربوية ؟ ... هنالك عنف وإرهاب تدفعه حالة فكرية تتمثل بإلغاء الآخر وعدم الاعتراف به فكيف نحقق ((التعايش مع الآخر)) وهو الغاية التربوية التي نحن بحاجة ماسة اليها ؟
هنالك من يتهم المناهج التربوية في العالم الإسلامي بأنها وراء حالة العنف والتطرف لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية وتوجيه جملة من التهم لها تصفها بأنها وراء صناعة الإرهاب وتختزل المشكلة جميعها في المناهج المدرسية بوصفها المسؤول الأساسي عن هذه الأعمال . وعلى هذا يطرح مطلب التطوير والإصلاح للمناهج الحالية المتصلة بالتربية الإسلامية لتواكب متغيرات العصر وزمن العولمة لتحقق التسامح الديني والقضاء على التعصب والانغلاق الذي تتسم به المناهج الحالية كما يدعي دعاة العولمة . ولا يتم ذلك بزعم هؤلاء الدعاة الا بتطهيرها من تلك الأفكار والمفردات التي تكرس حالة التطرف وإحلال الفلسفة التربوية التي تدعو الى السلام في ظل سيادة النظام العالمي الجديد . إن هذا يستدعي أن نرجع الى الفلسفة التربوية الإسلامية القائمة على فقه النصوص القرآنية والنبوية والأحداث التاريخية المرتبطة بها والتي يفترض أن تشكل مبادئ وأهداف ومحتويات مادة التربية الإسلامية وما في حكمها أو قريب منها كالتربية الاجتماعية مثلاً – وأن نتفحصها لنرد على الاتهامات التي صدرت من بعض الدول والجهات التي تتبنى سياسة وفلسفة العولمة . وعلينا أن نعكس ما تقرره التربية الإسلامية على الواقع التربوي من حيث تضمين الأفكار والمفاهيم والأحكام في المقررات الدراسية المتصلة بمادة التربية الاسلامية وما في حكمها أو قريب منها عبر مختلف المراحل الدراسية وبهذا نكتب فلسفة تربوية مستمدة من التربية الاسلامية وأصولها في التنشئة والاستقامة لاسيما تأكيد عدم وجود ما يدعو الى رفض الآخر وزرع كراهيته في نفوس النشئ وان العنف يرجع الى أسباب وملابسات أخرى لا علاقة للتربية الإسلامية بها ، بل هي على العكس من ذلك عامل على الاستقرار ومرتكز أساسي من مرتكزات الأمن والسلام الاجتماعي المحلي والعالمي .
كذلك كان من الواجب أن يأخذ واضعو الفلسفة التربوية بعين الاعتبار النظام السياسي الجديد الذي أعتمدناه والمتمثل بالديمقراطية والتي يجب أن تكون نظاماً حياتياً شاملاً لكي تنجح نظاماً سياسياً لهذا كان يفترض تقديم المفهوم التربوي للديمقراطية وتأكيد مسألة ممارستها من خلال العملية التعليمية/التعلمية ، وأن تتوفر في المنهاج المدرسي وفي غرفة الصف وفي أساليب التدريس والأنشطة والوسائل التعليمية كافة .
أما ما يتصل بالأهداف التربوية فنجد في بعض ما كتب خلطاً بين الأهداف التربوية والفلسفة التربوية أو أن هناك نقصاً في الطرح ، فمن يكتب عن (الفلسفة التربوية) وأهدافها يعوزه أن يطرح (الاسس والطرق والمناهج الجديدة) خاصة مع التأكيد أن الفلسفة التربوية ((يشاد على أساسها البناء التربوي والمنهج المدرسي والإعداد التعليمي بمختلف أبعاده وأنشطته)) فذكر المناهج مسألة ضرورية لأنها تتصل بطبيعة الفلسفة التربوية المعتمدة إذ ان المنهج ليس شيئاً خارجياً بالنسبة الى الفكر بل هو الطريقة التي يبلغ بها الفكر مراده . فلابد لنا ونحن نتطرق الى الفلسفة والأهداف من أن نتطرق الى الأداة التي لا تنفصل عن طبيعة الفكر ، ولابد لنا من أن نتفحصها كما نتفحص الفكر وان نعرف طبيعة هذه الأساليب والطرق والمناهج وهل بإمكانها أن تحقق الطرح النظري المقدم ونبين جدواها ولكي لا يبقى الطرح الفكري حبراً على ورق وانشائيات كلامية ولكي لا يبقى تنفيذها موكولاً الى اجتهاد المعلمين والمدرسين كل يعمل حسب ما يراه أو لا يعمل . أما اذا قدمنا الفكرة مشفوعة بطريقة تنفيذها فهذا يكفل لها أن تأخذ سبيلها الى الإجراء والتنفيذ. ولنذكر مثالاً على ذلك : عندما تركز التقارير التربوية على هدف (النمو العقلي) وتنمية القدرات العقلية لدى الطلبة لا تذكر الطرق التدريسية التي تنميها كطريقة الحوار والجدل والمناقشة وهذا ما تذهب اليه بعض الأفكار التربوية . ولنذكر مثالاً آخر على عدم ذكر الطريقة التي بها يتحقق الهدف ، فهذه التقارير تذكر ضمن الأهداف التربوية : ((تنمية الحس الجمالي والتذوق الفني والموسيقى عند الأطفال)) وهي لا تذكر الوسائل والإمكانات التي من الممكن تزويد المدارس بها لكي يتم تحقيق هذه الغاية كضرورة وجود مرسم مثلاً ومسرح وأدوات موسيقية في كل مدرسة وضرورة القيام بممارسات فنية تخصص لها دروس ومادة مدرسية تدرس لكي تكتشف المواهب الفنية وتعمل المدرسة على تنميتها . ومن ضمن ما تورده التقارير دون ذكر الوسائل مع أن ذكرها ضروري الدعوة الى ((ترسيخ العلم الحديث منهجاً ومحتوى وفكراً وتطبيقاً)) فكيف نعتمد العلم الحديث ونمارسه تطبيقاً وما هي الوسائل والإمكانات التي ستوفرها الوزارة للمدارس لتحقيق هذه الغاية ولا نعرف كيفية متابعة تطورات الثورة العلمية والتكنولوجية المعاصرة وكيف نستوعب منجزاتها ونسهم في إغنائها ومن خلال أية وسائل وإمكانات ؟ ..
ونلاحظ في هذه التقارير وفي موضوع الأهداف التربوية وفي ترتيب هذه الأهداف أنها تضع الهدف العلمي والمعرفي بعد أهداف أخرى لا تشكل الأساس مثله في عملية التعليم والتربية بل تأتي متضمنة في عملية إعطاء المعرفة فقد يرد ((الهدف العلمي)) بعد الهدف الإنساني والديني والوطني والقومي واللغوي والديمقراطي. وقد يُرد علينا بأن اسم (وزارة التربية) يعني أن العملية التربوية هي الأساس. ونقول هذا صحيح ولكن التربية وغرس المثل الإنسانية والوطنية والقومية والديموقراطية وغير ذلك تأتي من خلال المعرفة التي يزود بها الطلبة لا أن تكون المعرفة (فضلة) في العملية التربوية ، ثم لا ننسى بأن المعرفة والعلم فضيلة وفيهما خدمة للدين والوطن والإنسانية.
وتذكر هذه التقارير ضمن الأهداف التربوية ما ليس منها أو أنها توردها بطريقة أو صياغة لغوية تقربها من الممارسات الاجتماعية أو السياسية وليست التربوية ، مثلاً تورد ضمن الأهداف الإنسانية التي تتبناها وزارة التربية ((العناية بالأسرة وبالعلاقات الانسانية السليمة فيها بوصفها أساس المجتمع للتنشئة الصحيحة والتعاون الوثيق بين أعضائها وبوصفها النواة للمجتمع الأكبر وحماية الأمومة والطفولة والشيخوخة ورعاية النشئ والشباب وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم. ومنع كل أشكال العنف والتعسف في الأسرة والمدرسة والمجتمع. وحظر الاستغلال الاقتصادي للأطفال بصوره كافة واتخاذ الدولة الإجراءات الكفيلة بحمايتهم)) .. وهكذا ، ولا ندري كيف تحظر المدرسة هذا الاستغلال وتمنع أشكال العنف والتعسف في الأسرة والمجتمع فهذا ليس من عمل وزارة التربية إنما مؤسسات أخرى في الدولة . ولكن يمكن أن تتغير مثل هذه الصياغة اللغوية بأن تجعل هذه الأهداف أفكاراً تغرس في نفوس الطلبة لكي نربيهم على ممارستها في المجتمع فغرس الأفكار أو إعطائها هو من وظيفة وزارة التربية لا أن تتولى بنفسها الوقوف ضد أشكال العنف في المجتمع فهذا من مهمات وزارات أو مؤسسات أخرى كما ذكرنا. ونؤكد أن مثل هذه الصياغات غير الصحيحة تتردد في أثناء هذه البحوث التربوية ونكتفي بما أوردناه منها ولا نتطرق الى المزيد.
ولا نرى فيما طالعناه من هذه الكتابات سبباً لحرمان بعض المراحل الدراسية من بعض الأهداف التربوية التي تقرر لمراحل أخرى ففي حين يذكر (الهدف الإنساني) في الأهداف التربوية لمراحل محددة لايرد هذا الهدف ضمن مرحلة (رياض الأطفال) وكان المفروض أن يرد مع هدف (تنمية الحس الوطني والقومي) الذي قرر لهذه المرحلة لأن من الأمور المهمة في هذه المرحلة تنمية الروح الإنسانية لدى الأطفال لأن الطفولة بريئة ومجردة وغير منحازة في طبيعتها فكان من الأنسب أن يرد (تنمية الحس الإنساني) مع الحس الوطني والقومي وهذه الملاحظة أي نقص بعض الأهداف التربوية تصدق على المرحلة الابتدائية إذ لا يرد ضمن الأهداف الهدف الإنساني والجمالي وتصدق هذه الملاحظة على مراحل أخرى (المتوسطة والإعدادية) .
هناك أخطاء منهجية واضحة قد حدث بسببها تكرار كثير في هذه التقارير مما أطالها وكثّر عدد صفحاتها دون حاجة الى ذلك الا إذا كان التطويل هو الغاية فيلاحظ من خلال عرض الأهداف التربوية في بعض التقارير أن هناك ذكراً لأهداف متشابهة تكرر عند ذكر كل مرحلة لذا نرى أن المنهج الصحيح الواجب أتباعه هو عرض الأهداف التربوية ما دامت متشابهة في كل المراحل ثم يذكر ضمن كل هدف من هذه الأهداف ما يناسب المراحل المختلفة ، فمثلاً عندما نذكر : الهدف العقلي أو الاجتماعي او الوجداني .. الخ نذكر ضمن كل واحد منها ما يخص رياض الأطفال أو الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية. فما دامت الأهداف واحدة لكل المراحل فمن الصحيح إيراد كل المراحل ضمن كل هدف من الأهداف وان وجد هنالك فرق ضمن الهدف نفسه يخص هذه المرحلة دون غيرها نذكر هذا الفرق ونشير اليه على أنه مما يميز هذه المرحلة من غيرها وضمن الهدف نفسه وهكذا نتجنب التكرار الواضح والتطويل في العرض والتشابه الذي يشكل ظاهرة معيبة في هذه التقارير.
في الأهداف التربوية لإعداد المعلمين تكرر بعض الملاحظات التي سجلت للمراحل السابقة ، فالأهداف التربوية التي وضعت لهذه المراحل تتكرر حتى ما لم يكن منها مناسباً لهذه المرحلة مثل : (النمو الجسمي).
في الختام نقول: إن كثيراً مما يكتب عن المناهج والأهداف والفلسفة التربوية يتسم بالافتقار الى العمق وسعة الإطلاع والدراية فجاء مقصراً في بعض الجوانب ومكرراً ولم يعط بعض الجوانب الأهمية التي تستحق وأعرض عن ذكر بعضها الآخر. لذا نرجو إعادة النظر فيما كتب والكتابة مرة أخرى ونتمنى لمن يحاول ذلك النجاح والتوفيق.