"أل" التعريفية
اختلف في المعرِّف بالأداة "أل" على أربعة أقوال:
1- المعرِّف هو "أل" والألف أصليةٌ، وهو قول الخليل.
2- المعرِّف هو "أل" والألف زائدةٌ، وهو قول سيبويه.
3- المعرِّف "اللام" وحدها، وهو قول كثيرٍ من النحاة.
4- المعرِّف هو "الألف" وحدها، واللام زائدةٌ للتفريق بين همزة الاستفهام والهمزة المعرِّفة، وهو قول المبرِّد.
و"أل" التعريف تنقسم إلى قسمين:
1- الجنسية: وهي ثلاثة أنواعٍ:
الأولى: لبيان الحقيقة: وذلك إذا لم يخلفها «كلُّ»، نحو: ﴿وجعلنا من الماء كل شيء حي﴾.
الثاني: لشمول أفراد الجنس: وذلك إن خلفتها «كلُّ» حقيقةً، نحو: ﴿وخلق الإنسان ضعيف﴾.
الثالث: لشمول خصائص الجنس: وذلك إن خلفتها «كلُّ» مجازًا، نحو: «أنت الرجل علمًا».
2- العهدية: وهي ثلاثة أنواعٍ أيضًا:
الأوَّل: عهدٌ ذكريٌّ: نحو: ﴿فعصى فرعون الرسول﴾.
الثاني: عهدٌ علميٌّ: نحو: ﴿إذ هما في الغار﴾.
الثالث: عهدٌ حضوريٌّ: نحو: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾.
و (ال) المعرِّفة ثلاثة أنواعٍ:
1- لتعريف العهد: أي: تعريف ذي العهد. بمعنى: الشيء المعهود، وهي التي تدخل على النكرة فتفيدها درجةً من التعريف تجعل مدلولها فردًا معيَّنً بعد أن كان مبهمًا شائعًا، والعهد ثلاثة أنواعٍ:
(أ) عهد ذكري: وهو أن يكون مدخول (ال) تقدَّم له ذكرٌ في الكلام، كقوله تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ﴾ [النور: 35]، فائدتها : التنبيه على أنَّ مصحوبها هو الأوَّل بعينه.
ب- عهد ذهني: وهو أن يكون مدخول (ال) معلومًا لدى المخاطب، نحو: جاء القاضي، إذا كان بينك وبين مخاطبك عهدٌ في قاضٍ خاصٍّ، قال تعالى: ﴿إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾[التوبة: 40].
ج- عهد حضوري: وهو أن يكون مصحوب (ال) حاضرًا، كقوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِين﴾[المائدة: 3]. أي: اليوم الحاضر، وهو يوم عرفة؛ لأنَّ الآية نزلت فيه.
2- لتعريف الجنس: وهي التي تدخل على لفظ الجنس لبيان حقيقته الذاتية القائمة في الذهن دون التعرُّض لأفراده. نحو: أهلك الناس الدينار والدرهم أي: جنسهما، وليس المراد كلَّ فردٍ. فإنَّ من الدنانير والدراهم ما يكون زادًا لصاحبه إلى الجنَّة، ومنه قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء: 30] أي: من هذه الحقيقة لا من كلِّ شيءٍ اسمه ماءٌ.
3- للاستغراق: وهي الداخلة على واحدٍ من الجنس لإفادة الاستغراق والشمول. وعلامتها صحَّة وقوع (كل) موقعها، وهي إمَّا لاستغراق الأفراد كقوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيف﴾[النساء: 28] أي: كلُّ فردٍ من أفراد الإنسان ضعيفٌ.
أو لاستغراق صفات الأفراد، نحو: خالدٌ الرجل. أي الجامع لصفات الرجال المحمودة. إذ لو قيل: خالدٌ كلُّ رجلٍ، على وجه المبالغة والمجاز لصحَّ، بمعنى أنه اجتمع فيه ما افترق في غيره من الرجال. ومنه قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ ل رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾[البقرة: 2] أي الكتاب الكامل في الهداية الجامع لصفات جميع الكتب المنـزلة وخصائصها.
والفرق بين هذه الأقسام الثلاثة: أنَّ العهدية يراد بمدخوله فردٌ معيَّنٌ، والتي لتعريف الجنس يراد بمصحوبها نفس الحقيقة، لا ما تصدق عليه من الأفراد، والتي للاستغراق يراد بمصحوبه كلُّ الأفراد حقيقةً أو مجازًا.