حتفل بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونحن نحتفل بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ظنّ كثير منّا أن الاحتفال يكون بإضاءة الأنوار وإحضار الحلوى للصغار والكبار فقط ، ونقول لمن يقف عند ذلك ليس هذا هو حقيقة الاحتفال الذي ينبغي لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بل حقيقة الاحتفال بذاته صلى الله عليه وسلم أن نُفرِّغ أنفسنا بعض الوقت في هذه الأيام الكريمة لنُطالع سيرته ونُطالع أخلاقه الكريمة في معاملته لأزواجه ومعاملته لأولاده ومعاملته لجيرانه ومعاملته لأعدائه ومعاملته للناس أجمعين ونقيس حالنا بحاله صلوات الله وسلامه عليه ونحاول أن نكون له من المتَّبعين ، فإنَّ الله يقول: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} آل عمران31
ثم نراجع صحف أعمالنا فما وجدنا فيها من خير حمدنا الله وما وجدنا فيها من شر تبنا إلى الله منه وندمنا عليه ورجونا من الله أن يغفره لنا قبل يوم القيامة ثم نصلح ذات بيننا ، فإننا نسر الله إذا أصلحنا فيما بيننا وبين ذوي أرحامنا وأقاربنا في أيام ذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إكراماً لله وتعظيماً لشعائر الله وبراً بمولانا رسول الله ، ثم نوسع على عباد الله الفقراء والمساكين في هذه الأيام الطيبة بما أفاض علينا وبما يسر لنا من الأرزاق طمعاً في قوله صلى الله عليه وسلم: {اتقوا النَّار ولو بشقِّ تمرة}{1}
ولا يجب على المسلم أن يسهر في ليلة الميلاد على غير طاعة الله فإن أكبر الكبائر أن تسهر في ليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كازينو أو ملهى ليلي أو في فيديو يعرض شيئاً يحرِّمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أو أن تجلس فى مجلس يدار فيه الخمر أو الحشيش أو يتعاطى فيه الهروين أو غيرها من مجالس المحرمات أو الغيبة والنميمة والمنكرات
أقل إحياء لهذه الذكرى أن تمنع الشر منك عن نفسك وعن الآخرين ، فتحيى هذه الليلة في بيتك مع كتاب الله أو مع سيرة رسول الله أو في زيارة في الله أو في صلة رحم أو عيادة مريض أو عمل نافع لك وللمؤمنين وإياك ثم إياك أن تحييها في شئ بغيض لله
فقد ورد أن أبا لهب عدو الله قد رآه أخوه العباس في المنام بعد موته ، فسأله عن حاله ، فأجابه: كما ترى في العذاب الأليم غير أنه يخفف عنى كل ليلة اثنين ، قال: ولم؟ قال: لأنه لما أخبرتني جاريتي ثويبة بخبر ميلاد محمد وقالت: أبشر لقد ولد لأخيك عبد الله في هذه الليلة ولد وسمي محمد ، فقلت لها: أنت حرة لوجه الله وفرحت ، فيخفف عنى العذاب كل ليلة اثنين إكراماً لفرحى بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كان هذا كافراً جاء ذمه وتبت يداه في الجحيم مخلداً
أتى أنه في ليلة الاثنين دائماً يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي عاش عمره بأحمد مسروراً ومات موحداً
أي فما بالكم بالمؤمن الذي يسر في ليلة المولد برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعبر عن سروره بعمل صالح يقربه إلى الله وينفعه يوم لقاء الله