الضباب الدخاني شكل من أشكال تلوّث الهواء. وفي الوقت الحاضر تشير كلمة الضباب الدخاني أيضاً إلى المادة التي يسببها تفاعل ضوء الشمس مع غازات العوادم، المنطلقة من المركبات ذات المحركات، ومن المصانع. ويُطْلَق أحياناً على هذا النوع من الدخان الضبابي اسم الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي. وقد تؤدي ظروف الطقس، مثل قلة الرياح، أو تضاؤل الانقلاب الحراري إلى تراكم الضباب الدخاني في منطقة معينة. ويحدث الانقلاب، عندما تستقر كتلة من الهواء الدافئ، على كتلة من الهواء البارد، بالقرب من الأرض. وهذا يمنع الضباب الدخاني من التصاعد والتشتت. وقد تُبقي السلاسلُ الجبلية الواقعة بالقرب من المدن، الضباب الدخاني في منطقة معينة.
وتُعْتَبَر التركيزات العالية من الضباب الدخاني سامة. ففي عام 1948م مثلاً، تُوُفِي عشرون شخصاً وأصيب 6,000 آخرين بمرض نتيجة لوجود ضباب دخاني فوق دونورا، في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وتوفي حوالي 4,000 لندني خلال خمسة أيام، نتيجة لوجود ضباب دخاني كثيف في عام 1952م. ويضر الضباب الدخاني أيضا بالحياة النباتية ويعجل إتلاف مواد البناء .
الضباب الدخاني اللندني الطراز. يحدث هذا عندما تتكثف الرطوبة الموجودة في الهواء على جسيمات الدخان الناتجة عن احتراق الفحم الحجري، مكونة قُطَيْرات دقيقة من الضباب الدخاني. والجزء الخطر في الضباب الدخاني اللندني الطراز، هو ثاني أكسيد الكبريت، وهو غاز يؤذي الرئتين ويجعل التنفس صعباً. ولهذا السبب يطلق على الضباب الدخاني اللندني أحياناً اسم الضباب الدخاني الكبريتي.
الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي. يتضمن تأثير ضوء الشمس على الهيدروكربونات وأكاسيد النيتروجين في الهواء.
وهذه المركبَّات كيميائيات تتكون من احتراق المنتجات النفطية. وعندما يتم حفز هذه المركبات، بقدر كاف من ضوء الشمس، فإنها تمر بتفاعل كيميائي منتجة غازات تسمى المؤكسدات. ويشكل الأوزون، معظم المادة المؤكسدة الوفيرة في الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي. وبإمكانه تهييج العيون والأنف والحلق وإتلاف الرئتين. وتشتمل المؤكسدات الأخرى الموجودة في الضباب الدخاني، على ثاني أكسيد النيتروجين ونيترات البيروكسي أستيل.