الضاحية
Suburb
الضاحية منطقة سكنية تقع على تخوم مدينة ما، ويُعتبر كثير من هذه الضواحي مناطق سكنية يُقيم بها أساسًا هؤلاء الناس الذين يسافرون يوميًا بانتظام للعمل داخل المدينة، ولكن بعض الضواحي تكون مناطق صناعية تحتوي على المصانع والمكاتب ومراكز التسويق الكبيرة.
لقد نشأت كثير من المدن وتطورت في السنوات العشر الأولى للقرن الثامن عشر الميلادي خلال الثورة الصناعية. وفي أواخر تلك الفترة بدأت مقاييس الإسكان في بعض المناطق المزدحمة بتلك المدن تنهار وتتدهور وقد بدأ الناس مع تطور السكك الحديدية في الانتقال من داخل المدن إلى الضواحي، وزادت سرعة هذا الانتقال خلال الخمسينيات والستينيات من القرن التاسع عشر الميلادي حيث أصبح هناك عدد مُتزايد من العائلات يمتلك السيارات الأمر الذي ساعد الناس على السفر يوميًا بانتظام من الضواحي إلى داخل المدن دون الاعتماد على وسائل المواصلات العامة. وبصفة عامة فإن الضواحي تكون أكثر جاذبية بالمقارنة مع مناطق داخل المدينة لأنها تكون أقل تلوثًا وأكثر هدوءًا، وقد تمكن كثير من الناس من المعيشة في عائلات صغيرة في منازل تُحيط بها الحدائق، وفي بعض المدن أصبحت مناطق وسط البلد خالية من الناس حيث تم هدم المباني القديمة لتحل محلها العمارات الشاهقة التي تَضم المكاتب الفخمة وهذه المناطق تكون مزدحمة بالنهار وخالية من الناس تقريبًا بالليل ويُعتبر وسط مدينة لندن خير مثال على ذلك. انظر: لندن المدينة.
لقد أدت هجرة الناس من وسط المدينة إلى الضواحي في بعض المدن إلى توافر المساكن الرخيصة، وهذا بدوره أدى إلى جذب الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف معيشة بعض الضواحي الباهظة للإقامة فيها، وقد أقدم بعض الأغنياء بمناطق وسط البلد الأخرى على تجديد بعض تلك المنازل القديمة، ليقيموا بها وفي هذه الحالة لا توجد اختلافات واضحة بين وسط البلد والضواحي.
وتحيط ببعض المدن سلسلة من الضواحي الداخلية التي تنتشر حول حي تجاري مركزي حيث يعيش قلة من الناس. ومثال لذلك الضاحية الداخلية التي تُحيط بالحي التجاري في وسط مدينة ملبورن بأستراليا، والتي تتكون من المنازل الصغيرة القديمة ذات الكثافة السكانية العالية، والمساكن هناك في حالة سيئة وإن كان بعض الناس من الأكاديميين ورجال الأعمال قد أقام ببعض هذه المساكن.
ولقد أضفى استقرار المهاجرين الجدد من جنوب أوروبا وجنوب شرق آسيا في الضّواحي الدّاخلية عليها جوًا من التفاوت الثقافي الكبير. وتقع وراء تلك الضواحي الداخلية منطقة وسيطة تحتوي على منازل جذابة تقيم بكل منها أسرة واحدة، وتوجد داخل تلك الضواحي المستوطنات القديمة التي ابتلعها انتشار واتساع المدينة. ولازال الكثير من الناس في العالم النامي ومناطق أخرى يفضلون العيش والإقامة في داخل المدينة بالقرب من مقارِّ أعمالهم، وعلى النقيض مما هو كائن في معظم مدن العالم الصناعي فإن الفقراء هم الذين يقيمون في ضواحي بعض المدن الرئيسية في الدول النامية. وينتقل الناس من المناطق الريفية الفقيرة إلى تلك الضواحي أملاً في الحصول على وظائف أرقى وتعليم وخدمات أخرى أفضل في المدينة. ولكن في الغالب لا يستطيع هؤلاء الناس الحصول على عمل ولذلك فإنهم يضطرون إلى العيش والإقامة في مدن مؤقتة مبنية من الأكواخ حيث تنتشر الأمراض وترتفع معدلات الجريمة.