الجَمْع أحد دروس النحو العربي والصرف، وهو اسم يدل على أكثر من اثنين أو اثنتين.
أنـواعـه
ينقسم الجمع إلى ثلاثة أنواع: جمع مذكَّر سالم، وجمع مؤنَّث سالم، وجمع تكسيرٍ.
جمع المذكر السَّالم. ويُسمَّى جمع السَّلامة لسلامة مفرده من التغيير عند الجمع، لفظُ يدل على ثلاثة فأكثر من الذكور العقلاء بزيادة (واو ونون) على مفرده في حالة الرفع، أو (ياء ونون) في حالتي النصب والجرّ، وكان له مفرد من جنسه، نحو: (مدرِّسون، فلاَّحين). فإن لم يكن له مفرد من جنسه، أو دلَّ على أكثر من اثنين من غير العقلاء، كان مُلْحقًا بالجمع، نحو: أولو (أصحاب)، عالَمون، أرَضون، سنون، بَنون، ثُبون، عزِون، أهلون، عشرون وبابه إلى التسعين، ونحو ذلك.
كيف يُجْمع الاسم جمع مذكر سالمًا. إذا كان الاسم المراد جمعه صحيح الآخر زيدت الواو والنون، أو الياء والنون على آخره، نحو: مدرِّس (مدرِّسون، مدرسين). وإذا كان منقوصًا حُذفت ياؤه وضم ما قبل الواو وكُسر ما قبل الياء، نحو: قاض (قاضُون، قاضين). وإذا كان الاسم مقصورًا حُذفت ألفه وأبقيت الفتحة للدلالة عليها، نحو: أعلَى (أعلَوْن)، مصطفى (مصطفَيْن). وإذا كان الاسم ممدودًا وجب إبقاء الهمزة إن كانت أصلية، نحو: قَرَّاء (قَرَّاءون)، وإن كانت الهمزة منقلبة عن واو أو ياء جاز الإبقاء عليها عند الجمع أو قلبها واوًا نحو (عدّاءون أو عدّاوون وبنّاءون أو بناوون).
جمع المؤنث السالم. لفظ يدل على أكثر من اثنتين بزيادة ألف وتاء على مفرده، نحو: هنْد (هِنْدات).
كيف يُجمع الاسم جمع مؤنَث سَالمًا. إذا كان آخر الاسم المراد جمعه صحيحًا زيدت الألف والتاء على آخره كما في: هِنْد (هندات). وإذا كان الاسم مختومًا بتاء التأنيث، فإنها تُحذَف في الجمع، سواء أكانت زائدة، نحو فاطمة (فاطمات)، أم بدلاً من أصل، نحو: عِدَة (عدات). وإذا كان ثلاثيًًا صحيح العين ساكنها غير مضعَّفهَا، فإن كان مفتوح الفاء وجب فتح عينه عند الجمع، نحو: صَفْحة (صَفَحات). وهذا يُسمَّى بالإتباع (أي إتباع حركة العين لحركة الفاء في المفرد عند الجمع). أما إذا كان مضموم الفاء، أو مكسورها فيجوز في عينه الفتح أو الإتباع لحركة الفاء، أو التسكين، نحو: غُرْفة (غُرَفَات، غُرُفات، غُرْفات) إلا إذا كان مضموم الفاء، لامه ياء، نحو (دُمْية) أو مكسور الفاء، لامه واو نحو (رشْوة) فلا تأتي فيهما لغة الإتباع؛ لثقل الضمة قبل الياء، أو الكسرة قبل الواو. وإذا كان الاسم مقصورًا تُقلب ألفه ياء حين تكون رابعة فأكثر، نحو: حُبْلى (حُبْلَيات)، أو ثالثة أصلها ياء، نحو: هُدى (هُدَيات). وإذا كانت ثالثةً أصلها واو تُقْلَب واوًا، نحو: عصا (عَصَوات). وإذا كانت همزة الممدود أصلية بقيت كما هي، نحو: وضَّاءة (وضَّاءات). وإذا كانت بدلاً من ياء أو واو بقيت كما هي أو قُلبت واوًا، نحو: كساء (كِساءات، كساوات)، ونحو: سماء (سماَءات، سمَاوات). وإذا كانت الهمزة للتأنيث قُلبت واوًا، نحو: صحراء (صحراوات).
جَمْع التكسير. ما يدل على أكثر من اثنين أو اثنتين وتغيَّرت فيه صورة المفرد. والتغيُّر ظاهر، نحو: رَجُل (رِجال) أو مقدَّر، نحو: فُلْك (للمفرد والجمع). وطرق التغيير في صورة المفرد هي: الزيادة، نحو صِنْو (صِنْوان)، أو النقص، نحو تُخَمَة (تُخَم)، أو تبديل الشَّكل، نحو: أسَد (أُسْد).
وينقسم جمع التكسير إلى نوعين: جمع قلَّة، وهو ما وُضع للعدد القليل (من ثلاثة إلى عشرة) وأوزانه أربعة: أفْعُل (أنْهُر)، أفعال (أصْحَاب) أفْعِلة (أرْغِفة)، فِعْلة (صبْية). وجمع كثرة، ويدل على ما فوق العشرة إلى مالا نهاية، وأوزانه 23 وزنًا، منها: فُعْل (حُمْر)، فُعُل (صُبُر)، فُعَل (غُرَف).
ومن الجموع أيضًا جمع الجمع وهو أحد صيغة الجمع المتناهي أو منتهى الجموع؛ فكلمة (قول) تجمع على (أقوال) وتجمع أقوال على (أقاويل)، فأقاويل وما أشبهها هي صيغة جمع الجمع.
أسماء أخرى تدلُّ على الجمع
وهي 1- اسم الجمع 2- اسم الجنس الجمعي 3- اسم الجنس الإفرادي.
اسم الجمع. ما يدل على أكثر من اثنين ويتضمَّن معنى الجمع وليس له مفرد من لفظه، نحو: جَيْش (مفرده جُنْدي)، قوم (مفرده رَجُل أو امرأة). وقد ورد جمع اسم الجمع، نحو: أقوام (جمعًا لاسم الجمع: قوْم).
اسم الجنس الجمعي. ما يتضمَّن معنى الجمع دالاً على الجنس، ويُفرَّق بينه وبين مفرده بالتاء، نحو: تَمْر (تَمْرة)، أو العكس، نحو: كمأة (كمء) أو بياء النَّسب، نحو: روم (روميّ)، عرب (عربيّ).
اسم الجنس الإفرادي. وهو ما يدلُّ على الجنس ويصلح أن يُطلق على الكثير والقليل، نحو: لَبَن، رماد، عسل.