مبادئ الإبداع الإداري ♣
إن مدير المدرسة الناجح لكي يلتزم الإبداع في منهجه وسلوكه وأسلوبه وشخصيته عليه أولا أن يصنع التزام ذاتي لتكريم الأفراد المبدعين، والتزام أوسع ليفتح نفسه للمشاركة وإشراك غيره في تحقيق الإبداع، ويستلزم هذا التعهد كما يشير ( Max Pree, 2001 ) إلى عدد من الأفكار والتعليمات ومنها :
-يحمي المدير المبدع العاملين معه من البيروقراطية والقوانين العقيمة، التي يجب أن تختفي من مدارسنا.
-يربط المدير المبدع الأفراد المبدعين بالمدرسة بشكل دائم وكامل.
-يضرب المدير المبدع مثلا للانفتاح والخيال والقبول.
-يسعى المدير المبدع إلى الوصول إلى تحقيق نوعية جيدة في الأداء.
كما يمكننا تحديد مبادئ الإبداع الإداري في الآتي:
-تنمية القوى والمواد البشرية ورعايتها، إذ إنّ الأفراد هم مصدر قوّة المدرسة، والاعتناء بتنميتهم ورعايتهم يجعلنا الأكبر والأفضل والأكثر ابتكاراً .
-احترام الأفراد ( معلمين، طلاب، مستخدمين، أولياء الأمور، ..) وتشجّيعهم وتنمّيتهم بإتاحة الفرص لهم للمشاركة في القرار وتحقيق النجاحات للمدرسة، فإنّ ذلك كفيل بأن يبذلوا قصارى جهدهم للقيام بأدوارهم ومسؤولياتهم بإخلاص وأمانة. وهل المدرسة تعني شيئا بدون جهود أبنائها وتضافرهم؟.
-التخلّي عن الروتين.. واللامركزيّة في التعامل من الأمور التي تنمّي القدرة الإبداعية وتفجر الطاقات الإبتكارية المكبوتة لدى العاملين، وهي سبيل التقدّم والنجاح..
-تحويل العمل المدرسي والعملية التعليمية إلى شيء ممتع جذاب محبب لا وظيفة فحسب.. ويكون كذلك إذا حوّلنا النشاط إلى مسؤوليّة، والمسؤوليّة إلى طموح وهمّ..
-التجديد المستمر للنفس والفكر والطموحات.. وهذا لا يتحقّق إلاّ إذا شعر الفرد بأنّه يتكامل في عمله، وأنّ العمل ليس وظيفة فقط، بل يبني نفسه وشخصيّته أيضاً، فإنّ هذا الشعور الحقيقي يدفعه لتفجير الطاقة الإبداعيّة الكامنة بداخله، وتوظيفها في خدمة الأهداف التي تسعى مدرسته إليها.. فإنّ كل فرد هو مبدع بالقوة في ذاته.. وعلى مدير المدرسة في تلك الحالة أن يكتشف بواعث التحفيز والتحريك لكي يصنع من أفراده العاملين معه مبدعين بالفعل ومن مدرسته كتلة خلاّقة.
-السمو والإرادة والتطلّع إلى تحقيق الأهداف العليا للمدرسة من شأنه أن يحرّك حوافز الأفراد إلى العمل وبذل المزيد من الجهد والنجاح . إذن لنسع إلى تحقيق الأهداف الأبعد باستمرار وكلّما تحقق هدف ننظر إلى الهدف الأبعد.. حتى نضمن مسيرة فاعلة وحيّة ومستمرة ومتكاملة..
-لا ينبغي ترك الفكرة الجيدة التي تفتقد إلى آليات التنفيذ، بل نضعها في البال، وبين آونة وأخرى نعرضها للمناقشة، فكثير من الأفكار الجديدة تتولد مع مرور الزمن، والمناقشة المتكررة ربّما تعطينا مقدرة على تنفيذها، فربّما لم تصل المناقشة الأولى والثانية إلى تمام نضجها فتكتمل في المحاولات الأخرى.
-يجب إعطاء التعلّم عن طريق العمل أهميّة بالغة لأنه الطريق الأفضل لتطوير الكفاءات وتوسيع النشاطات ودمج الأفراد بالمهام والوظائف