العصر العباسي
الأدب
العصر العباسي
( من 132 – 656 هـ )
س : ما سبب انقسام العصر العباسي إلى عصرين؟
يعتبر العصر العباسي أطول عصر في تاريخ الأدب العربي فقد بدأ عام 132هـ وانتهي عام 656هـ الذي سقطت فيه بغداد علي أيدي المغول وسبب انقسامه إلى عصرين أنه كان من أخصب فترات ازدهار الحضارة العربية ... فقد شهد أحداثاً كبيرة وتغييرات اجتماعية واضحة ونتاجا أدبيا كبيرا عبر عن تلك الأحداث وتأثر بهذه المتغيرات وتفاعل معها ومن ثم فإننا نقسم هذه الفترة إلي عصرين هما :
العصر العباسـي الأول العصـر العباسـي الثاني
( 132 – 334هـ ) ( 334 – 656 هـ )
ملامح الحياة في العصر العباسي
س : ما أسباب قيام الدولة العباسية ؟
* أسباب قيام الدولة العباسية :
(1) مفاسد حكم الأمويين وظلمهم .
(2) تعصبهم للعرب دون غيرهم من سائر رعايا الدولة من الفرس .
س : كيف قامت الدولة العباسية ؟
اتخذ الدعاة إلى الثورة على بنى أمية وقيام الخلافة العباسية من خراسان مركزاً لنشاطهم وكانوا يدعون في البداية لـ " الرضا من آل بيت الرسول " .
س : ما موقف كل من الشيعة العلويين , والفرس من هذه الثورة . موضحا السبب ؟
* موقف الشيعة العلويين : استجابوا لها ... ظناً منهم أن الدعوة لهم .
* موقف الفرس : انضم إليها الموالى من الفرس...طمعاً في بسط نفوذهم من
خلال الخلافة الجديدة .
س : بعد إعلان قيام الدولة العباسية سنة 132هـ حدث تغير في شتي ألوان
الحياة ( السياسية – الاجتماعية – العلمية ) ... وضح ذلك .
بعد إعلان قيام الدولة العباسية حدث تغير في شتى ألوان الحياة :
1- الحياة السياسية :
س : قاد أبو مسلم الخرساني الثورة علي الأمويين وأعلن قيام الخلافة العباسية
عام 132هـ ... فما موقف العلويين والشيعة من ذلك ؟
(1) أخذ العلويون يشيعون أن بنى عمومتهم من بنى العباس قد اغتصبوا
الخلافة منهم وشرعوا في إشعال الثورات على الخلافة العباسية .
(2) تعددت فرق الشيعة للمطالبة بحقها في الحكم وكان منها الزيدية ومقرها البصرة و الأمامية الاثنا عشرية ومقرها الكوفة و الإسماعيلية ومقرها شمال إفريقيا .
* وقد سار إليهم أبو مسلم الخرساني قائد جيوش الدولة العباسية , وقضي
عليهم جميعاً وبذلك استقرت الدولة العباسية .
2- الحياة الاجتماعية :
لقد تغيرت الحياة في ظل الدولة العباسية تغيراً واسعاً وذلك بسبب :
(1) انتقال الخلافة من دمشق إلى بغداد .
(2) انتقال الأمة من بقايا حياة البداوة إلى الحضارة .
(3) تأثر العرب بالحياة الساسانية (الفارسية) بما كان يميزها من مظاهر الترف
والبذخ ... وكان من مظاهر ذلك :
( أ ) انتشرت ألوان التأنق في أنواع الطعام والشراب والملبس والأثاث في قصور
الخلفاء
(ب) التف حول الخلفاء وكبار رجال الدولة جماعات من التجار الأثرياء والمتأدبين
والظرفاء والعلماء والأدباء والمغنين والأطباء .
(ج) استكثرت الطبقات المترفة في قصورها من الجواري والقيان مما أدي إلي
انتشار اللهو والفجور والمجون .
( د) تسربت إلى المجتمع الجديد نزعات الشعوبية وانتشرت حركات الزندقة .
س : ماذا تعرف عن ( الشعوبية ) ؟ وما سبب ظهورها ؟
الشعوبية : هى تفضيل الجنس الأجنبي ( الفارسي ) على الجنس العربي .
وسبب ظهورها : هو التأثر بالحياة الساسانية الفارسية .
س : ماذا تعرف عن ( الزندقة ) ؟ وما سبب ظهورها ؟
الزندقة : هى الاستخفاف بأمور الدين الإسلامي وهذا يُظْهر بغضهم للإسلام
وكراهيتهم لمن حملوا رسالته من العرب .
وسبب ظهورها : هو التأثر بالحياة الفارسية والنزوع إلي الديانات القديمة مثل
(الزرادشتية - المانوية – المزدكية ) .
س : ماذا تعرف عن هذه الديانات ؟
(1) الزرادشتية : نسبة إلي ( زرادشت ) وكان يدين بوجود إلهين للخير وللشر
وبعبادة النار .
(2) المانوية : نسبة إلي ( ماني ) وكانت ديانته تدين بتناسخ الأرواح .
(3) المزدكية : نسبة إلي ( مزدك ) وكان يدين أيضاً بإلهين ويبيح النساء والأموال
للناس جميعا .
س : " بم علل " ظهور ظاهرة الزهد والتنسك ؟
كان هذا رد فعل لحياة اللهو والفجور والمجون التي انتشرت في العصر العباسي ومن مظاهر ذلك انتشار المساجد وانتشار الوعظ والقصص الديني .
س: هل كان انتشار الفجور والمجون وحركات الزندقة والإلحاد عند
المجتمع العباسي دليلاً علي انحلال هذا المجتمع ؟..دلل علي ما تقول .
هذا ليس صحيحاً لأن هذه الظاهرة انتشرت في طبقات وطوائف معينة ممن كانوا ينتمون إلى أصول فارسية أو ممن تأثروا بهؤلاء من المسلمين .
** وقد برز في مقابل ذلك :
(1) انتشرت ظاهرة الزهد والتنسك .
(2) انتشر الوعظ والقصص الديني .
(3) كانت المساجد في بغداد وغيرها عامرة بالعباد والنساك والوعاظ .
(4) بدأت جماعات الصوفية في الظهور وقد كانوا يحبون حياة الزهد والدعوة
للتقشف والانقطاع للعبادة .
3- الحياة العلمية :
( وتشمل التقدم العلمي والحياة الدينية واللغوية والأدبية )
ازدهرت الحياة العلمية في العصر العباسي الأول وكان من أسباب ذلك :
(1) دور المسجد فقد كان مكاناً لتلقي الدين والعلم معاً والمناظرة والتثقيف
(2) امتزاج الثقافة العربية بثقافات الأمم السابقة من فرس وإغريق وهنود .
(3) تشجيع الأمراء والخلفاء وتعدد الأحزاب . (4) انتشار حركة الترجمة .
- وأدي ذلك إلي ازدهار شتي ألوان المعارف وكان من مظاهر التقدم :
أ – في التقدم العلمى :
(1) ظهر فيه الاهتمام بعلوم الفلسفة والرياضيات وعلوم الطبيعة والطب والفلك.
(2) ظهور علم الكلام للرد على الملاحدة والزنادقة نتيجة اشتداد الجدال بين
المسلمين وأصحاب الملل .
(3) اتساع آفاق البحث في ذات الله وصفاته وحرية الإرادة وما وراء الطبيعة .
* وكان من نتيجة ذلك : ظهور فلسفة إسلامية أصيلة .
ب – في الحياة الدينية :
(1) الاهتمام بتفسير القرآن الكريم وشرح مفرداته وإعراب ألفاظه وبيان أوجه
إعجازه
(2) ظهور أول المذاهب الفقهية الكبرى كمذهب الإمام أبى حنيفة .
(3) الاهتمام بجمع الأحاديث النبوية وتمييز صحيحها من زائفها وظهور كتاب
( صحيح مسلم ) .
جـ- في الحياة اللغوية :
(1) نشأ في الكوفة والبصرة مذهبان في النحو لتأصيل الدراسات النحوية .
(2) أقبل علماء اللغة العربية علي جمع مفردات اللغة ورواية النوادر والأخبار . (3) تأليف البلاغة والنقد الأدبي .
د – في الحياة الأدبية :
(1) ظهور مذهب جديد وهو ( مذهب المحدثين ) وقد خالف هذا المذهب منهج
القصيدة العربية القديمة في المقدمات الطللية والنسيبية والبدء بالغرض
مباشرة أو المدح أو الوصف .
(2) ظهور أغراض جديدة اقتضتها ظروف الحياة وتطور الأغراض القديمة .
(3) تجددت أساليب النثر وتنوعت فنونه فاصطبغت بالثقافة الواسعة .
سمات الأدب في العصر العباسي الاول
س: ما عوامل ازدهار الأدب ( شعراً ونثراً ) في العصر العباسي الأول ؟
لقد اشتركت عوامل مختلفة في صنع هذه النهضة ليتحول الإنسان العربي من حياة بدوية ساذجة إلي حياة حضارية وليغتني العقل العربي بكثير من الثقافات الأجنبية كالفارسية والهندية واليونانية والسريانية وكان منها :
(1) امتزاج الدماء العربية بدماء الدول الأخرى .
(2) انتقال الخلافة من دمشق إلى بغداد . (3) تشجيع الأمراء والخلفاء .
(4) اتساع حركة الترجمة . (5) تعدد الأحزاب .
(6) نشأة جيل جديد له صفات عصرية وحضارية جديدة .
س: ما أثر النهضة الحديثة على الشعر في العصر العباسي ؟ مع الاستشهاد.
* لقد أثرت النهضة الحديثة على الشعر في العصر العباسي الأول فانعكس ذلك على:
(1) الخيال : كان قديماً يتميز بالبساطة فظهر في هذا العصر في صورة معقدة
وخضع الشعر والنثر لما قدمته الحياة الجديدة وقد برز الاهتمام بالجوانب الجمالية من تشبيه وكناية واستعاره واستخدام المجازات والمحسنات البديعية .
(2) اللغة : مال الشعر إلى استخدام اللغة السهلة القريبة من لغة الحياة .
(3) الفكر : مال الشعراء إلى التفنن الفكري في الصور والمعاني مما رجح جانب الصنعة على العاطفة . كما اهتموا بالفكرة وتوليد الأفكار منها في شئ من الجهد العقلي الذي بدا واضحا في بعض أشعار هذا العصر .
(4) الأسلوب : كان التوسط في اللغة أهم سمات هذا التطور فابتعدوا عن البداوة في اختيار الألفاظ وهجروا الغريب والتمسوا ألفاظاً أقرب إلى حياتهم الحضارية يحسن وقعها في الأسماع ونرى ذلك من خلال المقارنة بين أبيات في غرض الاعتذار للنابغة الجاهلي الذي يقول :
فـلا تتركنـي بالوعيد كأنني ** إلى الناس مطلى به القار أجرب
وقول أبي نواس في نفس الغرض معتذراً لهارون الرشيد :
بـك أسـتـجـيــر من الــــردى ** وأعـوذ من سـطـــوات بأســــك
وحـيــاة رأســــك لا أعـــود ** لمثـــلــهــــا وحـيــاة رأســــــك
فـإذا قــتــلـــت أبـــانـــــوا ** ســـك من يكـون أبـا نواســـك
* ففي بيت النابغة يشبه نفسه بعد غضب النعمان بأنه جمل أجرب يهرب الجميع
منه خوفاً من القار ( الزفت ) الذي دهن به وهو ملائم للبيئة الجاهلية .
* أما قول أبي نواس نجد أنه يتميز بسهولة الألفاظ وجمال التركيب الملائم
لتطور العصر بلغة شعبية يفهمها أوساط الناس ( وفي عذوبة موسيقية ) .
س: ما الأسلوب الجديد الذي شاع في العصر العباسي الأول ؟ وما أسبابه ؟
استلزمت طبيعة العصر أسلوباً جديداً سواء في الشعر والنثر قام على التزاوج بين الأفكار والمعاني والغوص وراء الأفكار الطريفة .
وسبب ذلك : طبيعة العصر المادية والفكرية التي نعم بها أفراد المجتمع من عرب وموال وشيوع .
س: ما أثر ترف الحياة على الأدب ؟
أ – رقت اللغة وازدادت عذوبة .
ب- تنوعت الموضوعات التي تصف هذا الترف مثل :
( وصف الدور والقصور والحدائق – مجالس الشرب – الرقص – الغناء ) .
جـ- تطورت الموضوعات التقليدية كالغزل والفخر والهجاء .
س: تطورت موضوعات الشعر القديم ... وضح ذلك مع الاستشهاد .
لقد تطورت الموضوعات في اتجاهين :
أ – تطور الأغراض القديمة وذلك مثل : ( المدح – الهجاء – الرثاء ) .
ب- إبداع موضوعات جديدة مثل :
( الوصف – الزهد – نظم حقائق العلوم – القصص والحكايات ) .
أ – الموضوعات التي تطورت :
( 1 ) المـــدح :
وهو الموضوع الأكبر ، فقد كان يبدأ قديماً بوصف طول الرحلة والغزل والوقوف
على الأطلال أما قصيدة المديح في العصر العباسي فقد بدأت بنفس البداية أحياناً وأحياناً أخرى بدأت بوصف :
أ – وصف الرياض والبساتين والخمر مثل :
أديري علىّ الرَّاح ساقية الخمر ** ولا تسأليني واسألي الكأس عن أمري
ب – مقدمة وصفية للمديح مثل :
رقت حواشي الــدهــــر فهي تمْرمَــرُ ** وغــدا الثـــرى في حلـيــه يـتكـــسر
جـ- البدء بالقيم الإسلامية مثل
بُــورك هـــــــارون من إمـــــــــام ** بطــــاعـــــة الله ذي اعــتـصـــــــام
( 2 ) غرض الهجـاء :
كان الهجاء قديما يدور حول الذم بالصفات الآتية :
( الجبن – ضعف النسب – البخل ) فتطور إلى السب المقذع فلم يعد أساس الحياة قبلياً كما كان وحلت القيم الاجتماعية محل القيم القبلية من حيث حق الرعاية والحفاظ وكان الهجاء نفياً لهذه القيم فى المهجو مثل :
وأعـــمــــــي يــشــبــــــه الــقــــرد ** إذا مـــــــا عــمــــــــي الــقـــــــرد
دنـــي لـــــم يـــــرح يـــومـــــــــاً ** إلــــي مـجــــــد ولــــــــم يـغــــد
( 3 ) غرض الرثـاء :
فقد كان قديماً يتناول وصف الميت و يمدحه بصفات عظيمة ولكنه تطور في هذا العصر وأصبح يعبر عن عاطفة ملتهبة مثل رثاء ابن الرومي لابنه محمد .
بكـاؤكمــا يشـفــى وان كان لا يجــدي ** فجـودا فقد أودى نظيركمــا عـنـدي
ب - الموضوعات التي ابتكرت:
( 1 ) الوصــف :
أ – وصف القصور مثل :
صـحـــــــون تــســـــــافــر فيها العيـــون ** وتحســــر ن بعـــد أقطار هاج
ب – وصف الطبيعة مثل :
يـــا صــاحبـــىَّ تقصيا نظريكمــــا ** تريــا وجوه الأرض كيــف تــصـــور
جـ- امتزاج الوصف بالغَزل مثل :
حـــــــوراء إن نـظـــرت إلـــيــــــــك ** ســـقــتـــك بالعـينـيـــن خــمــــــرا
( 2 ) الزهـد والحكمـة :
وقد ظهر رد فعل لللهو والفجور مثل :
يـــا نفــــس قــــد أزف الــرحـيـــل ** وأظـلــك الـخــطــــب الجــلــيـــــل
فـتــــأهـــبــــــي يــــــا نـفـــــس لا ** يلــعــــب بـــك الأمـــل الـطـويـــل
( 3 ) شعر القصص والحكايات :
والتي استخدمت وسيلة للتربية والتهذيب مثل:
هـــذا الـكـتــــاب أدب ومـحــنــــة ** وهــو الـذي يـــدعى "كليلة ودمنه"
( 4 ) حقائق العلوم :
لتيسير العلوم وإن كان هذا النظم لا ينبغي أن يوصف بشعر لخلوه من العاطفة والوجدان مثل:
هــــذا كـتـــاب الصــــوم وهــو جامـع ** لـكــــل مـــا جـاءت بــه الشرائع
** تطور النثر في العصر العباسي الأول **
س : كان النثر أكثر تطوراً في العصر العباسي الأول عن الشعر .... وضح ذلك
حيث كان النثر في العصر العباسي الأول بمثابة المجال الذي ظهر فيه بقوة أثر الحياة الجديدة لهذا العصر علي فن أدبي , فقد كان للشعر تقاليده الفنية منذ العصر الجاهلي ومن هنا كان التطور فيه نموا طبيعيا , بينما كان الحال في النثر مختلفاً.
س: لم كان النثر أقدر على استيعاب معظم الثقافات ؟
كان النثر أقدر على استيعاب معظم الثقافات التي عرفها العصر لأنه :
(1) استوعب المؤلفات الأجنبية عن طريق الترجمة .
(2) أظهرت فيه الأمم الأخرى التي تعربت ما ورثوه من فنون المعرفة المختلفة.
(3) أوجدت الظروف السياسية والفكرية فيه أنواعاً فنية جديدة ... مثل :
أ- النثر العلمي ب- النثر الفلسفي جـ- النثر التاريخي
د- النثر الفني الذي تشعب إلى خطب ومواعظ وقصص ورسائل ديوانيه
وإخوانية وأدبية.
س: ما السمة الأساسية لأسلوب النثر عامة ؟
هي تيسير القوالب اللغوية العربية وإخضاعها للمعاني العلمية والفلسفية الدقيقة
وكان من نتيجة ذلك ظهور الأسلوب المولد .
س: كيف نشأ الأسلوب النثري العربي المولد فى العصر العباسي الأول ؟
وما سماته الأساسية ؟
نشأ الأسلوب المولد حين بدأت القوالب والأساليب اللغوية تخضع للمعاني العلمية والموضوعات الفلسفية الدقيقة .. أما عن سماته الأساسية فهي :
( أ ) احتفظ الأسلوب المولد الجديد لللغة العربية بكل سماتها الأصلية غير أنه
ابتعد عن الألفاظ والمعاني الغامضة.
(ب) حرص الأسلوب المولد علي أداء سليم لا ينحط إلي درجة العامية ولا يصل
إلي درجة التعقيد في التركيب والمعني .
س: علام حرص كتاب العصر العباسي الأول في نثرهم ؟
حرصوا على اختيار أساليب كتابية تتناسب مع روح العصر فاعتنوا بانتقاء ألفاظاً سهله المخارج واضحة المعنى والموسيقي والجرس و اهتمـوا بالمزاوجة بين الجمل وتخريج الأفكار وتوليدهـا .
س : عرف التوقيعات ؟ ولم انتشرت ؟
هى عبارات موجزة اللفظ موفورة المعنى تحمل من الحكمة فى معناها ما يؤكد الرسالة التى وقعت بها , وقد كان الخلفاء أو الوزراء أو أولو الأمر بكتبونها تعليقا على ما يُعرض عليهم من أمور تتناول شئون وحاجات الناس .
ومنها " كفى بالله المظلوم ناصرا " و " من صبر فى الشدة شارك فى النعمة " و " أسرفت فى مديحك فقصرنا فى حبائك " و " ليس بين الحق والباطل قرابة
** وقد انتشرت التوقيعات بسبب اتساع رقعة الدولة العباسية فكثرت الشكاوى .
س: ما السمات الفنية للنثر ؟
السمات الفنية للنثر :
1 – الألفاظ : سهولة الألفاظ ، وعمقها ، ووضوحها .
2 – الفكرة : أصبحت أدق وأعمق ومالت إلى التسلسل والترتيب وظهر فيها
التأثر بالثقافات الأجنبية.
3 – الأسلوب : تميز بالسهولة والدقة واكتسبت اللغة ألفاظاً كثيرة مُولدة .
4 – الصور : بدت الصور قليلة ولكنها غير متكلفة .
5 – المحسنات : كثرت ولكنها كانت غير متكلفة .
ملامح الحياة في العصر العباسي الثاني
س : امتلأ العصر العباسي الثاني بالأحداث السياسية الخطيرة.... فما هى
وما النتائج التى ترتبت عليها ؟
(1) الصراع حول السلطة بين الأمين وأخيه المأمون من أبناء هارون الرشيد
انتهى بمقتل الأمين وانتصار المأمون الذى يناصره الفرس .
(2) لما تولى المعتصم الخلافة استعان بعنصر الفرس ومكنهم من قيادة الجند
ولم يلبثوا أن صاروا قوة متحكمة فى شئون الدولة واستولوا على مقاليد
الخلافة بعد مصرع المتوكل .
(3) انحسر نفوذ الفرس وأخذ الترك يولون من أرادوا ويعزلون من شاءوا بل
ربما قتلوا الخليفة المعزول أحياناً كثيرة .
**والنتائج التى ترتبت علي ذلك :
(1) قامت عدة ثورات كادت تعصف بالخلافة منها :
( أ ) ثورة الزنج التى استمرت أربع عشرة سنة .
(ب) ثورة القرامطة التى أحدثت اضطرابات فى الكوفة والبصرة ودمشق وانتقلت
إلى الإحساء والبحريـن وأغار القرامطة علـى الكعبة وقتلوا حجاجها .
(2) وقامت الغزوات الخارجية من قبل الروم ( الحروب الصليبية ) فأغاروا على
دمياط في مصر وسميساط في الشام يقتلون وينهبون ثم يفرون إلى البحر .
(3) بعد أن استولى بنو العباس على الخلافـة فى بغداد قـامت عـدة حركـات انفصالية
واستقل كل أمير بإمارته مثل الدولة الفاطمية فى مصـر والشـام , فتفتت الدولة إلى
ولايات وإمارات بعضها يعترف بالخلافة فى بغداد والبعض الأخر ينكرها جملة .
(4) وكان من أثر هذه التطورات السياسية ظهور القوميـات الأجنبيـة من جهـة
والفرس والأتراك لإحياء ماضيهم وأمجادهم من جهة أخرى .
س : ظل الأدب قويا رائعا فى العصر العباسى الثانى على الرغم من الأحداث
السياسية الخطيرة .... علل لذلك .
أسباب بقاء الأدب على قوته :
(1) زوال الفارق بين الفكر العربي الخالص والفكر الأجنبي فقد امتزج الاثنان
معا لتشكيل حركة علمية وأدبية إضافة إلى حلقات المساجد في فروع المعرفة
(2) تزود الشعراء والكتـاب من هذه الثقافـات واتخذوا منها غـذاءهم الفنـى
وإبداعهم الأدبي .
(3) استمرار اللغويين يقدمون للشعراء من الدراسات ما يمكنهم من الوقـوف
على جمال اللغة وأسرارها .
(4) إسهام العلـوم الفلسفية في تكوين عقول الشعراء وتربية خيالهم وذوقهـم
وأزدهر النثر ازدهارا عظيما .
(5) ظلت الدواوين تجذب كبار الأدباء ونشطت الرسائل الديوانية نشاطا كبيـرا
وكذلك الرسائل الإخوانية والأدبية التي لم تترك موضوعاً للشعر دون أن
تشارك فيه .
س : ضعفت الخطابة وازدهرت المواعظ ... علل لذلك .
ضعفت الخطابة في هذا العصر بسبب تراجع دواعيها , وازدهرت المواعظ وازدادت تطوراً بسبب اهتمام الزهاد والمتصوفين بها .
س: تميز هذا العصر بظاهرتين سياسيتين... وضحهما .
(1) أنه عصر الدويلات كالدولة الإخشيدية والدولة الحمدانية .
(2) قيام الحروب الصليبية التى بدأت سنة 491هـ .
س: صف الحياة الأدبية فى العصر العباسي الثاني ؟
في أوائل هذا العصر ظهر الأدب قوياً فقد ازدهرت الرسائل بأنواعها وكذلك
المواعظ وضعفت الخطابة وقد ازدهرت معظم فروع العلوم والأدب .
س: ما أسباب ازدهار الحياة العلمية ؟
(1) امتزاج الثقافة العربية بالثقافات الأجنبية .
(2) الصراع والتنافس بين الدويلات الناشئة .
(3) تشجيع الحكام والأفراد للشعر والشعراء .
(4) حلقات المساجد ودورها في تقديم المعرفة .
(5) استمر اللغويون يقدمون للشعراء أسرار اللغة .
(6) انتشار دكاكين الوراقين. وإنشاء دار الحكمة ودورها فى نشر المعرفة .
(7) كان العصر العباسى الثانى امتداداً للعصر العباسى الأول .
س: ما مظاهر ازدهار الحياة العلمية ؟
(1) تأليف المعاجم اللغوية. (2) وضع قواعد وأسس الطبيعة .
(3) ارتقاء الفلسفة. (4) ظهور المقامات والقصص .
(5) كثرة كتب التاريخ وتقويم البلدان .
ملحوظة هامة : نجد هذا التقدم في النصف الأول من العصر العباسي الثاني أما في النصف الثاني فقد توقفت الحركة العلمية بل تراجعت في بغداد بينما استمر التقدم العلمي في القاهرة بفضل الأيوبيين والفاطميين .
س : فى أواخر العصر العباسي الثاني أصاب الشعر ضعف فى موضوعاته
وتعبيراته وأخيلته .. وضح ذلك .
كانت أفكار الشعر ومعانيه : فى أول العصر قوية ودقيقة وفيها التجديد والابتكار أما فى هذا العصر فقد ضعفت .
فظهرت الأغراض والموضوعات التافهة التى لا قيمة لها مثل وصف المروحة والسكينة كما ظهر الغزل الصريح المتكلف .
* أما ألفاظ الشعر : فقد كانت مرتبطة بالموضوع ومعبرة عن إحساس الشاعر فى صياغة جميلة ولكنها فى أواخر العصر أصبحت ضعيفة ركيكة وكثرت فيها المحسنات البديعية المتكلفة .
* كذلك هبطت الصور الخيالية : أصبحت فاقدة التأثير والإمتاع بعد أن كانت ذات
جمال رائع وتأثير عميق في نفس السامع .
س: ما السمة الأولى للعصر العباسي الثاني في الحياة العلمية ؟
زوال الفارق بين الفكر العربي الخالص والأجنبي.