الموازنة بين الشعر العمودي والحر: الشعرالعمودي(الموزون)(القصيدة الخليلة): تعني القصائد الجاهلية ، وفي العصر الحديث تعني الطريقة الشكلية ( العروضية )التي انتهجتها القصيدة العربية خلال التاريخ , فالبيت الواحد المؤلف من شطرين هو الوحدة الأساسية للقصيدة ،فبيت امرئ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللواء بين الدخول فحومل
مؤلف من شطرين متساويين ، في كل منهما أربع تفعيلات هي تفعيلات بحر (الطويل): فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وتمضي قصيدة امرئ القيس بيتا وراء بيت متكون من شطرين متساويين ونغمتين متكررتين (فعولن مفاعيلن )وينتهي كل بيت بقافية وحرف روي (اللام)، تلك هي موسيقى الشعر العربي المألوفة طوال خمسة عشر قرنا .
مما سبق يتضح أن الشعر العمودي يتميز بالخصائص التالية :
1/قيام موسيقى البيت ذي الشطرين على عدد من التفعيلات المتكررة
2/اتخاذ القصيدة شكلا عموديا نتيجة التزامها وحدة الوزن والقافية
3/الغالب فيها استعمال الصور الجزئية (التشبيهات والاستعارات والكنايات)
4/الاعتماد على الموسيقى الداخلية كحروف المد واللين والشدة.
الشعر الحديث ( التفعيلة )(الحر): لون جديد ظهر في أواخر الأربعينات من
القرن العشرين على يد شعراء عراقيين (بدر شاكر السياب ونازك الملائكة)
شاعت تسمية (الشعر الحر )عند كثير من الأدباء المعاصرين ، والأقرب إلى الصواب (شعر التفعيلة أو الشعر الحديث).
إن ركائز الشعر الحديث الأساسية هي (التفعيلة) التي تقوم مقام ( الشطر)
مع بقاء موسيقى الوزن أوالبحركما هي ، إلا أنها صارت تعزف على مجموعة تفعيلات تكثر وتقل في كل شطر بحسب الإحساس المراد التعبير عنه ، وقافية متنوعة ، وحرف روي مختلف.(التمثيل من النصين المقررين)
ويمكن تحديد عناصر الشعر الحديث وخصائصه في التالي :
1/قيام موسيقى البيت على التفعيلة الواحدة 2/تنويع القوافي
3/استعمال الصور الكلية (يوليسيز) ودون إهمال الصور الجزئية
4/المبالغة في اتخاذ الأساطير وعاء للتعبير عن التجربة الإنسانية
5/بساطة اللغة 6/الجمع بين الوضوح والغموض أحيانا (ربما يشتم شعبي ..)
7/الاعتماد على نظام السطر 8/تكثيف المعنى (الاقتصاد في الكلمات)
9/اعتماد الوحدة الموضوعية والموضوعية ، وهي خصائص الشعر الحديث.
الموازنة: خلاصة كل ما سبق أن النوعين من الشعر (العمودي والحديث)
1/يتفقان في استعمال أوزان الشعر العربي ويختلفان في طريقة النظم .
2/استعمال التصوير(الخيال) مع الاختلاف في التكثيف .
3/شعر التفعيلة (الحديث)أكثر درامية (تعبيرا عن الواقع الأليم)وأكثر استخداما
للأساطير (يوليسيز) (ضرورة التمثيل من النموذجين المدروسين)
4/الشعر العمودي أكثر ميلا لتلخيص التجربة (شعر الحكمة)
الخاتمة : الشعر شأنه في ذلك شأن باقي العلوم والفنون كالكائن الحي،يولد وينمو ويتطور ليبلغ درجات أرقى ويواكب ركب الحضارة الإنسانية المتطورة باستمرار ، وهذا ما يؤكده تطور الشعر العربي شكلا ومضمونا .