[rtl]الصورة الفنية في الشعر الجزائري الحديث [/rtl]
[rtl]أهم خاصية تميز لغة الشعر عن لغة النثر هي الصورة الفنية لأنها هي التي تؤثر في المتلقي إيحاء ورمزا. [/rtl]
[rtl]إن المصطلح النقدي "صورة" جاءنا عن طريق الاتصال بالثقافة الغربية. وهو ترجمة لـ: image ولذلك اعتمد النقاد العرب على تعريفات النقاد الغربيين للصورة.[/rtl]
[rtl]عرفها لاروس Larousse بـ:[/rtl]
[rtl]الصورة الأدبية أسلوب يجعل الفكرة تبرز بكيفية أكثر حساسية وأكثر شاعرية تمنح الشيء الموصوف أو المتكلم عنه أشكالا وملامح مستعارة من أشياء أخرى تكوِّن مع الشيء الموصوف علاقات التشابه والتقارب من أي وجه من الوجوه.[/rtl]
[rtl]وهي إجمالا ربط الاهتزازية العاطفية التي يريد الفنان أن يولدها في محاولة لمنافسة الأشياء.[/rtl]
[rtl]ولهذا اعتبر النقد الحديث التصوير من أهم العناصر التي يكتسب بها العمل الشعري صفته الفنية ويجعله قريبا من الفنون الجميلة.[/rtl]
[rtl]إن النقاد العرب القدما لم يتعدوا الوقوف عند بعض الأدوات البلاغية لبناء الصورة مثل المجاز والتشبيه والاستعارة.[/rtl]
[rtl]1-الصورة في الاتجاه التقليدي المحافظ،[/rtl]
[rtl]ظلت ضعيفة لضعف اللغة والاعتماد على التقرير والمباشرة والوضوح والتحديد وابتعدت عن الطبيعة لغة الشعر التي تطلب لغة إيحابية تصويرية.[/rtl]
[rtl]وربما يعود ذلك إلى التزامهم بقواعد القدامى وهي:[/rtl]
[rtl]الإصابة في الوصف، والمقاربة في التشبيه ومناسبة المستعار منه للمستعار له. [/rtl]
[rtl]هذا لا يعني أن الشعر الجزائري التقليدي كان خاليا من عنصر التصوير بصفة كلية، لكن التصوير كان ضعيفا. ما هي الخصائص التي تميزها والأدوات التي نقوم بها؟ [/rtl]
[rtl]أولا: الوضوح والابتذال لأنها تفتقد إلى عنصر المفاجأة والابتكار والدهشة لعدم اعتماد الشاعر على خيال يسعفه باللمحات الفنية والإشارات الذكية الايحائية وإنما يعتمد على مخزون ذاكرته وما حفظته من صور وقوالب وبذلك تتنفس الصورة في بيئة غير بيئتها. إن صور محمد العيد مستمدة من بيئة صحراوية وكناياته تتنفس في مناخ صحراوي صرف منها كان موضوع السخرية.[/rtl]
[rtl]ففي الشجاعة: يستحضر صورة الأسد والشبل واللبؤة والوعل والنسر والعقاب. [/rtl]
[rtl]وإذا أراد تصوير الخسة والنذالة والظلم والغدر يستحضر صورة الذئب والأفعى والغراب والثعلب. [/rtl]
[rtl]أما الصور الوديعة فتمثل في الحمام، الهزار، الغزل، الخروف، اليمامة. يقول:[/rtl]
[rtl]وأغرب خطب هالني خطب موطن لنا منعته الشمس أسراب أغرب[/rtl]
[rtl]كما حسبت عنه الرياح وعارضت له دون سيل القطر من كل مسرب[/rtl]
[rtl]بأجنحة سود كأن خيالها ظلام بليل قائم الوجه غيهب[/rtl]
[rtl]أما عن واقعه كشاعر والصورة تعيش في هذا الجو كطائر فوق بانة: [/rtl]
[rtl]وما أنا إلا طائر فوق بانة يردد سجعا خافتا ذات مغرب[/rtl]
[rtl]يسر به تحت الدجى متسترا ليأمن رمي الصائد المترقب[/rtl]
[rtl]ولنقتبس له هذه الصورة التي جاءت في قصيدته الطغاة في مؤتمر جمعية العلماء سنة 1937م [/rtl]
[rtl]والقوم كالأسد الروابض جثم من حولهم أو كالنسور الوقع[/rtl]
[rtl]قل للجزائر وهي أم مرضع مثل اللبؤة أي أم مرضع[/rtl]
[rtl]أبناؤك الأشبال فيك تزاوروا وتزاءروا في الغيل منك بمسمع[/rtl]
[rtl]إلى أن يقول:[/rtl]
[rtl]الجهل أشبه بالغراب فماله من منزل غير الخراب البلقع[/rtl]
[rtl]ومما تقدم يتبين أن التشبيه سيطر على نفس محمد العيد، وليس أدل من ذلك كتشبيه للحافلات في العاصمة بالغزلان والطائرات بالكواسر حيث يقول: [/rtl]
[rtl]والحافلات بطرقها تطوي الفلا طيا كغزلان بها وجآذر[/rtl]
[rtl]والطائرات تحوم في أجوائها كطيورها من وادع أو كاسر[/rtl]
[rtl]إن أعجاب الشاعر محمد العيد محمد العيد بالصور القديمة واضح من خلال هذه الأمثلة التي استقاها من الشعر العربي القديم، ولن نذهب بعيدا فقد أكد ذلك بنفسه حيث يقول: [/rtl]
[rtl]من لي بشعر البحتري أبثه من خاطري وأصوغ منه كلامي[/rtl]
[rtl]2- الحسية والشكلية: [/rtl]
من أبرز خصائص الصورة الشعرية التقليدية اتصافها بالحسية الشكلية ونريد بالحسية هنا ميل الشاعر إلى وصف الأشياء وصفا حسيا يقف بها عند الجوانب التي تعتمد على الحواس كالبصر والسمع، ولا يتعداها إلى بواطنها ولا يتغلغل إلى معانيها وأسرارها التي تدرك بالعقل والخيال كما نريد بالشكلية التناول الشكلي للشيء الموصوف بتصوير ظواهره الخارجية فالشكل واللون والحجم والحركة والصفات وما هو إلا ظواهر الأشياء أدنى من دواخلها والوقوف عند هذه الجوانب وحدها هي التي جعلت شعراءنا يعتمدون في الأغلب