حشرات "البق" باستراحات مراقبى امتحانات الدبلومات بالسويس.. والمعلمون يحررون محاضر لنومهم على الأرض.. وتهديدات من أولياء الأمور لتسهيل الغش.. ووكيل التعليم:"أنا مالى دى مسئولية الوزارة"
السبت، 24 مايو 2014 - 07:25
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] جانب من معاناة المراقبين بالسويس
كتب محمود طه حسين
تنتشر حشرات "البق"، فى استراحات "مدرسة الست آمنة"، ومدرسة "24 أكتوبر الإعدادية بنين" بمنطقة الغريب بمحافظة بالسويس، وتستبدل الأسرة بمقاعد الطلاب، وتغيب التهوية والمراوح والثلاجات وأدوات لتسخين المأكولات.
وحرر العشرات من ملاحظى ومراقبى الدبلومات الفنية بمحافظة السويس، محضرا حمل رقم 1827 إدارى قسم شرطة فيصل، لتردى الأوضاع داخل استراحة مدرسة 24 أكتوبر، عقب تظاهرهم أمام مبنى المحافظة مساء أمس وتجاهل المسئولين لمطالبهم.
وقال محمد حلمي، أحد الملاحظين لـ"اليوم السابع"، إن الوضع داخل الاستراحات مأساوى، موضحا أن مسئولى المديرية تجاهلوا توفير أبسط وسائل المعيشة، مشيرا إلى أنهم يشترون رغيف العيش بـ"جنيه" عقب تطبيق نظام الكارت الذكى فى توزيع منظومة الخبز، مشددا على أنه بعد الإلحاح الشديد وفر خبزا، ولكن لكل معلم "رغيفان ونصف الرغيف" طوال اليوم، متسائلا هل "الرغيفان والنصف" تسد جوع معلم واقف على رجليه طوال اليوم داخل اللجنة؟.
وفيما يتعلق بالتجهيزات الخاصة بالاستراحات، كشف المعلم عن كارثة من العيار الثقيل، موضحا أن الأسرة عبارة عن مقاعد الطلاب وضعها مسئولو الاستراحات جنبا إلى جنب ووضعوا عليها المراتب المتهالكة ذات السمك البسيط، والتى استخدمت من فترات وانتهت صلاحيتها، على حد قوله.
وبالنسبة للحمامات أوضح "حلمى"، أن 50% منها لا تعمل و"مسدودة" وعدم وجود وسيلة للاستحمام، وانعدام التهوية، موضحا أن هناك تقصيرا يجب أن يحاسب عليه كل مسئول، فى ظل هروب وكيل وزارة التربية والتعليم من المسئولية، مؤكدا أن وزارة التربية والتعليم لو سمحت بهذه المهزلة فإن الوضع سيتحول إلى مأساة تهدد سير العملية الامتحانية، ويهدد أيضا كرامة المعلم المصرى.
ولفت "حلمى"، إلى أن آخر ما وصل إليه الوضع حاليا أن أحد المسئولين بالمديرية ويدعى أحمد فرحات، أكد لهم أنه سيتم حل جميع المشاكل بالاستراحات اليوم بعد الاتصالات بالمسئولين، مشيرا إلى أنه شدد لهم أثناء تواجده معهم بقسم الشرطة أثناء تحريرهم المحضر على أنه سيتم تحويل كل مقصر إلى الشئون القانونية لمحاسبته.
وأضاف ( ش. س)، أحد المعلمين المنتدبين من القاهرة إلى السويس، أن المديرية والمسئولين أعدوا الاستراحات لاستقبال حيوانات وليس معلمين، مضيفا: "كرامة المعلمين وضعت تحت الأقدام، ونشعر وكأننا بلا قيمة لدى وزارة التربية والتعليم ومسئوليها".
وسرد المعلم قصة مأساوية يعيشها ما يقرب من 30 معلما من محافظات الجمهورية المختلفة، منها القاهرة والبحر الأحمر وحلايب وشلاتين بتلك الاستراحات، فيقول: "إن المعلمين يفترشون الأرض بملابسهم الخاصة لكى يناموا عليها بعد أن فقدت الاستراحات أى معنى للآدمية، وخلوها من جميع الإمكانيات التى تتطلبها وسائل الحياة العادية"، مشيرا إلى أن الأسرة التى تم تجهيزها متهالكة لكونها من سنوات سابقة، مشددا على أن المعلمين يخافون من استخدامها تحسبا لسقوطها بهم، موضحا أن بعض المعلمين والمراقبين استخدموا المقاعد والتخت لكى يناموا عليها.
وأضاف المعلم لـ" اليوم السابع"، أن الملاءات مستخدمة منذ سنوات سابقة ولا ترقى لأن يستخدمها معلم، مؤكدا أن الملاءات"يقطن بها حشرات "البق"، وحشرات أخرى فتم إلقاؤها جانبا واستخدام الملابس الخاصة.
وأشار المعلم، إلى أنه فيما يتعلق بنوافذ الاستراحات فإنها مهشمة ولا يوجد ما يستر المعلم وهو نائم، موضحا أن حمامات الاستراحة لا ترقى للاستخدام، مشيرا إلى أنه لم يتم توفير سوى ثلاجة واحدة وبوتاجاز واحد موضوعين بالدور الأرضى، فى الوقت الذى وصلت فيه الاستراحات إلى الدور الرابع بالمدرسة.
وبالنسبة لوسائل الأمن بالاستراحات، كشف المعلم أن الباب الرئيسى للغرف مفتوح على مصراعيه، مؤكدا أن من بين المعلمين رؤساء كنترولات ومصححين وملاحظين، فى الوقت الذى يتم تهديدهم من أولياء الأمور لتسهيل غش الطلاب بالامتحانات، بالإضافة إلى انتشار البلطجية بالمنطقة، لافتا إلى أن عددا كبيرا من المعلمين يطالبون بالاعتذار عن استكمال الامتحانات.
وأوضح المعلم، أنه تم التقدم بمذكرة إلى الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم، منذ ما يقرب من 3 شهور، لترك حرية الاختيار للمعلمين بين المحافظات التى يتم انتدابه إليها بامتحانات الشهادات العامة، موضحا أن كل معلم له حرية الاختيار بين 3 محافظات ولكن دون جدوى، متسائلا: "كيف يتم انتداب معلم من حلايب وشلاتين إلى محافظة السويس فى الوقت الذى يتقاضى فيه 500 جنيه مكافأة امتحان فى نهاية العام؟"، مشيرا إلى أن مسلسل الإهمال والندب داخل الوزارة ما زال مستمرا منذ سنوات.
وكشف المعلم، عن كارثة بمدرسة السويس الصناعية للبنات بمنطقة الغريب، تمثلت فى أن بعض البنات تضع سماعات بلوتوث تحت الحجاب، كوسيلة للغش، فى الوقت الذى يقف المراقب أو الملاحظ عاجزا عن فعل أى شىء لخوفه من تهديد أولياء الأمور، موضحا أن إحدى الطالبات بامتحان مادة التربية الدينية اتصلت بولى أمرها واقتحم أولياء الأمور المدرسة بعد رفض المعلمين تسهيل الغش للطالبات.
وقال المعلم، إن لدينا ملاحظا بلغ من العمر 58 عاما مريضا بالقلب والسكر من محافظة البحر الأحمر، ولا يوجد لديه أمول لشراء العلاج، مشددا على جمع المال من بعض المعلمين لشرائه.
من جانبه، قال هشام سلامة أحمد، نقيب النقابة المستقلة بالسويس، إن المعلمين يجمعون من بعضهم نقودا لتغيير الأنبوبة الوحيدة، والتى وصلت إليهم فارغة تماما من الغاز، وينام البعض فوق المقاعد الخشبية الخاصة بالتلاميذ، مؤكدا أنه عرض الواقعة على وكيل وزارة التربية والتعليم فرد قائلا:"وأنا مالى الاستراحات مسئولية الوزارة".
ولفت نقيب المعلمين، أنه التقى بأحمد أبو بكر مدير مكتب المحافظ، وأطلعه على الأوضاع والصور وتحدث هاتفيا مع بعض المعلمين المتضررين للوقوف على حجم المعاناة، وطلب من النقيب كتابة مذكرة للعرض على المحافظ، بعد أن أبلغ وكيل الوزارة المحافظ بأن المراقبين والملاحظين لامتحانات الدبلومات فى السويس مقيمون فى استراحات خمس نجوم.
واستنكر نقيب المعلمين حال المعلم، قائلا: هل هذا هو حال ووضع المعلم بعد ثورتين، خاصة بعد أن تحدث المرشح الرئاسى المشير عبد الفتاح الرئاسى عن دور المعلم فى برنامجه الرئاسى؟.
من جانبه، قال جمال عبد العال، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أنه فور علم الوزارة بمشاكل بعض الاستراحات بالمحافظة تم التواصل مع مسئولى التعليم، للانتهاء من المشاكل وتلاشيها بشكل كلى، موضحا أن هناك تعليمات من الدكتور محمود أبو النصر بتجهيز استراحات تليق بالمعلم خارج بيته، مشيرا إلى أن مدير المديرية سيقوم بزيارة مفاجأة للتعرف على أسباب ومعاناة المعلمين.